الوصية العقلانية المحضة
|3|
قالها الإمام الحسين عليه السلام: [أٌخيّه زينب! إحفظي لي العيال والأطفال].
نعم قالها وهو يعلم بأنها تملك من الصفات الكاملة التي تؤهلها لتنفيذ هذه الوصية العقلانية البحتة،
لقد استطاعت السيدة زينب الفاضلة من استثمار قدراتها العالية في تحقيق أهداف أخيها الحسين (عليه السلام) وتأسيس ونصرة دولة الإسلام المحمدي الأصيل... بل دولة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)..
نعم حقّقت السيدة الفاضلة الأهداف بوقوفها بكل عزة وإباء أمام طاغية عصرها يزيد وقالت له: (كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا)!
نعم! لم يمحو يزيد ذكر أهل البيت ولا ذكر الدين والرسالة ولن يمحو أي طاغية في العالم هذا الذكر المبارك أبد الدهر.
إذن هذا هو الجواب: لهذا اختار الإمام (عليه السلام) هذه الشخصية بالذات، شخصية أخته السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) لحفظ العيال والأطفال.
ومن هنا كانت نظرة الإمام الحسين (عليه السلام) هذه النظرة الاستراتيجية العميقة، البعيدة المدى إلى المستقبل وكأنه ينظر إلى عصرنا وإلى ما بعد عصرنا في الرؤية النورانية المحمدية العلوية الفاطمية الأصيلة.
كانت نظرته النظرة الخاصة لشخص السيدة الجليلة التي خصها المولى بخاصته واختارها لكي تحمل عبء الرسالة كما حملها الأنبياء والأولياء.
وهكذا ترعرع الأطفال بأمانة وحفظ ليأتي الجيل تلو الجيل يحمل أهداف الحسين ويحققها بقوة وثبات وعنفوان في وجه الظالمين والطغاة، وبالتالي تسلّم الراية المستقبلية ليد صاحب العصر والزمان. وبذلك حفظت زينب الوصية العقلانية المباركة في حفظ أطفال وعيال أخيها سيد الشهداء الحسين (عليه السلام).