www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مناسبات - بأي ذنب قُتلوا |2|

بأي ذنب قُتلوا

|2|

 

لقد كان الفتية الصغار وأطفال كربلاء عنصرًا مهمًّا من عناصر المواجهة ضدّ أعداء الله، وسلاحهم براءتهم التي لم يعرها العدوّ اهتمامًا، لأن الرحمة انتزعت من قلوبهم واستحوذ عليهم الشيطان تمامًا كما الصهاينة الذين يتلذّذون ويتفنّنون بقتل الطفولة وترويعها بقسوة ووحشية.

هناك أيضًا أطفال بواسل لم يأبهوا بالموت بل نصروا إمامهم الحسين عندما غدا وحيدًا في المعركة، فهبّوا للذّود عنه بقلبٍ ملؤه الشجاعة، تلك الشجاعة التي تربّى عليها أبناؤنا والتي هي امتداد من كربلاء، فنرى اليوم أطفالنا وكذلك أطفال غزّة وفلسطين يقفون في وجه العدو ويقولون بالفم الملآن أنّهم لا يهابون أسلحتهم ولا جبروتهم ومستعدّين للشهادة في سبيل الحقّ، وما القاسم ابن إمامنا الحسن المجتبى (ع) وغيره من الشبّان الصغار إلّا خير دليل على القوّة والعزم والثبات.

 

وللفتيات الصغيرات في كربلاء قصص وحكايا ، فها هي سكينة بنت الإمام الحسين تساند عمّتها زينب وتخفّف عنها رغم فقدها ويتمها وما شهدته من مشاهد دامية في المعركة، وهذا ما نراه في عيون الفتيات الفلسطينيّات اللواتي يخففن المعاناة وألم الفراق عن قلوب أمهاتهنّ ويودّعن آباءهنّ بصبرٍ وإيمانٍ واحتساب.

أمّا رقيّة عزيزة أبيها، فقصّتها التي أدمت القلوب وقد ماتت حرقةً على رأس أبيها الشهيد، نراها تتكرّر كلّ يوم مع أطفال فلسطين الذين يشاهدون أجساد آبائهم وأمهاتهم مخضّبةً أمامهم لتبدأ رحلة يتمهم الموجعة المريرة.

وتتوالى القصص ولا تنتهي، وتتعدّد مشاهد القتل وترويع الأطفال امتدادًا من كربلاء حتّى يومنا هذا، فالعدوّ واحد ونهجه واحد وفكره الشيطانيّ لا يردّه عن إيذاء أحدٍ للوصول إلى ما يريد… لقد أعمى الشر قلوب وعقول العدوّ فلم يميّزوا بين شيخٍ وطفل، ولم يرحموا البراءة والإنسانيّة الضعيفة، لكنّنا نستلهم من عاشوراء كيف نقف في وجه الظلم ونصبر على الأذى سالكين وأطفالنا وشبّاننا طريق الحقّ، لننتصر بإذن الله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد