www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مناسبات - حقيقة عاشوراء |2| الجزء الأول

حقيقة عاشوراء

|2|

الجزء الأول

 

عاشوراء والثقافة التعبوية

لمّا مرّت السيدة زينب عليها السلام مع السبايا في أسواق الكوفة، ولاحظت بكاء الكوفيّين وتحسّرهم لشhاdة الإمام الحسين عليه السلام، توجّهت إليهم مخاطِبة: "يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر، أَتبكون؟ فلا رقأَت الدمعة ولا هدَأت الرنة، إنما مثلكم كمَثل التي نقضَت غزلها من بعد قوة أنكاثًا تتخذون أيمانكم دخلًا بينكم..".

 

 لو أردنا تحليل تخاذل أهل الكوفة من نُخَب ووجهاء وشخصيات وأفراد، يمكننا أن نعبّر عنه في مصطلح الإمام الخميني (قدس سره) بانعدام الروح التعبوية.

 بدايةً، إن طبيعة حركة سيد الشhدaء كانت من أولها إلى آخرها حركة تعبوية بالكامل، وثورته كانت تحتاج إلى بث روحية تعبويّة ضخمة في الجمهور الإسلامي كي يتمكن من فهم أبعاد النهوض وضرورته وخطورة التخلّف والانهزام.

وذلك لأنها كانت تعتمد على الحاضنة الشعبية بشكل أساسي.

 

 فلا أبو عبد الله الحسين كان أميرًا ولا خليفةً ولا يمتلك جيشًا نظاميّا مدربًا ومجهزًا. ولا طبيعة الأهداف الإلهية السامية لحركته كانت تسمح بالتلاعب في نفوس شيعته وإغوائهم بالمال والمناصب لاستقطابهم للثورة (كما هو أسلوب الأمويين).

 

 إنما كان أفراد جيش الإمام يحتاجون إلى نوع آخر من الدوافع لتلبية ندائه ونصرته، هي العشق والإخلاص والبصيرة والإيمان والغيرة والإقدام والطاعة والالتزام.

وتلك هي ميّزات الفرد التعبوي التي لم تتوفر للأسف عند المسلمين آنذاك!

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد