ديننا
لأبكين عليك
|1|
ورد عن قائم آل محمّد (عجّل الله تعالى فرجه) قال : «فلئن أخّرتني الدهور ، وعاقني عن نصركَ المقدورُ ، ولم أكنْ لِمَنْ حاربك محارباً، وِلمنْ نصَبَ لك العداوة مناصباً، فـلأندُبَنَّك صباحاً ومساءً، ولأبكينَّ عليك بدلَ الدموع دماً، حسرةً عليك وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهفاً، حتى أموت بلوعة المصابِ وغُصّةِ الاكتئابِ [زيارة الناحية]».
فهذا النصّ الشريف ممّا قد يستدلّ به على جواز، بل رجحان البكاء على الحسين إلى هذه الدرجة.
لكن قيل : قوله صلوات الله عليه : «ولأبكينَّ عليك بدلَ الدموعِ دماً» مجاز أو كناية عن شدّة البكاء واستمرار الحزن ودوام اللوعة ، لا البكاء دماً على الحقيقة؛ لكذب القضيّة المنطقيّة؛ فالعين لا تبكي دماً، بل دمعاً كما هو معلوم.
وقد يجاب عنه بأنّ الأصل هو الظاهر والحقيقة، واللجوء للتأويل بالكناية والمجاز يحتاج إلى مؤونة وهي مفقودة في المقام؛ آية ذلك أنّ كلّ فقرات النصّ ظاهرة في الحقيقة، لا تأويل فيها ولا مجاز، وعليه فإنّه يجوز البكاء كما ذكر القائم صلوات الله عليه .
موقع الإعلام الدولي الحجة ابن الحسن.