عاشوراء
مناسبات - حقيقة عاشوراء |2| الجزء الثاني
حقيقة عاشوراء
|2|
الجزء الثاني
عاشوراء والثقافة التعبوية
عجز كثيرون من خواص الشيعة في المدينة والعراق، وحتى بعض كبار الشخصيّات من بني هاشم عن إدراك وتحليل حركة الإمام الحسين عليه السلام بشكل صحيح. ومن بين هؤلاء قادة شاركوا في حروب الإمام علي عليه السلام، ومن بينهم أيضًا مَن كتبوا رسائل البيعة للإمام وعاهدوه على النصرة !
أولئك النماذج كانوا عينة عن ضعف وتراجع الروحية التعبوية وعن الأثر الخطير لهذا التراجع على مصير المجتمع والأفراد.
وبالمقابل، تبرز نماذج متميزة جدًا في تألق تلك الروحية عند أصحاب الإمام على قلّتهم، وبالأخص في الجانب النسائي من الثورة.
فمن واجب كل باحث ومحلل للثورة الحسينية أن يسلط الضوء على المشاركة النسائية الطوعيّة فيها، خاصة تلك النسوة اللواتي لا ينتمين إلى البيت الهاشمي، إنما اخترنَ اللحاق بالركب خلف رجالهنّ، مساندةً للهاشميات ومواساةً لهن.
وفي الحديث عن الدور النسائي، لا يغيب عنا الموقف المضيء والمشرف الذي قامت به طوعة الكوفية تجاه سفير الإمام مسلم بن عقيل رضوان الله عليه.
وبالنتيجة، ونظرًا لدقة وأهمية الدور الذي لعبته النساء في نقل مجريات الفاجعة الأليمة ورواية مظلومية سيد الشهداء، ومنع الأمويّين من تحريف وتزوير الوقائع وتضليل الناس، يسطع لناظرَينا الشعاع المشرق الناصع للثقافة والروحية التعبوية في قلوب النساء الكربلائيات ومستوى أهمية وضرورة التحلي بهذه الثقافة على مرّ العصور وفي كل التحديات.
