الأربعين
|2|
الجزء الأول
فوالله لن تمحو ذكرنا
"ما هذا الحب؟ من هو هذا الرجل الذي استشهد قبل 1372 عاماً ويأتيه الملايين من كل أنحاء العالم زواراً ومشياً على الأقدام ويتحملون الأحوال الجوية والأوضاع الأمنية والمخاطر المختلفة ويبكونه بحرقة وبِلوْعة أكثر مما يبكون آبائهم وأمهاتهم أو أبنائهم أو بناتهم".
هذا السر يحتاج إلى مراجعة في الحقيقة، علمية وفكرية واجتماعية.
لو أردنا أن نبحث عن الحب في الكرة الأرضية اليوم وعن الشوق وعن العشق وعن الإخلاص وعن الصدق وعن نقاء العلاقة وعن الاستعداد للعطاء بلا حدود، وعن هذه العاطفة الجياشة سنجد أن الكم الهائل والمشهد العظيم هو المجتمع اليوم في كربلاء وهذا لم يحصل في التاريخ.
على طول التاريخ وحتى الحاضر ما حصل أن يأتي 20 مليون إلى ضريح رجل. لماذا يأتون إلى ضريح هذا الرجل؟ لأنه الشhيد ابن الشhيد، لأنه الإمام ابن الإمام ولأنه حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المجاhد الذي قدم روحه ونفسه وعياله وماله وكل ما يملك دفاعاً عن دينه ودين جده، وعن القيم الإنسانية والأخلاقية، وعن أمة جده وعن مستقبل البشرية".
هذه بعض جوانب الكرامة الإلهية التي منحها الله تعالى للحسين في زيارة الحسين، في زيارة الأربعين . وعن الإمام الصادق في الزيارة يقول "اللهم اني أشهد أنه وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك". (من كلمة الأمين المفدّى في ذكرى الأربعين ويوم الشhيد 10-11-2017)
ربما لم يتعرض أحد في التاريخ للمظلومية التي تعرض لها الحسين عليه السلام، من القتل هو وذريته، إلى تقييد ذكره بعد الشhادة، ومنع إقامة العزاء والعقوبة على زيارته، وسجن محبيه ومواليه، ورغم ذلك نشهد بأم العين تحقق وعد زينب الكبرى بأن:
فوالله لن تمحو ذكرنا.
يتبع..