www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مناسبات - حقيقة عاشوراء |3|

حقيقة عاشوراء

|3|

 

عاشوراء ومفهوم النصر

عندما نطلق شعار انتصار الدم على السيف على معركة كربلاء، ما هو النصر الذي نتحدث عنه أمام واقع شهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه؟ وفي ظل تثبيت حكم الأمويين وإمعان تسلطهم على المسلمين

هذا السؤال يفتح لنا مجالًا عميقًا للبحث في المفهوم الحقيقي للنصر، لأن الفهم القرآني يختلف تمامًا عن فهمنا التقليدي لمعنى النصر والهزيمة.

 

ورد في القرآن الكريم: "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 217)

وفي الآية المباركة دلالة واضحة بأن العدو الذي لا يزال يقاتل جماعة المؤمنين، لا يهدف إلى تصفِيَتهم الجسدية كغايةٍ أساسية كبرى. إنما هدفه الأول والأخير هو التخلص من فكرتهم ومن قضيّتهم والقضاء على نهجهم، حتى يتمكن من فرض مشروعه وفكرته ومخطّطته.

ولذلك فهو حينما يعجز عن اغتيال الفكرة يلجأ إلى قتل صاحبها! وبالتالي ليست الغلبة المادية معيارًا للنصر كما في عُرْفِنا، ولا القتل والشhادة معيارًا للهزيمة. إنما بناءً على المفهوم القرآني فإن الثبات على الدين نصر، وعلوّ الروح المعنوية على تسافل شهوة القتل نصر، وانتشار الفكرة وبقاء النهج نصرٌ أيضًا، وتعرية الظالم وفضحه كذلك نصر.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد