وجيهاً بالحسين
|2|
٢- البعد المعرفي، وهو يرتبط بالعقل ويعود لمقدار الاعتقاد والمعرفة، ولا ريب أن هناك مواصفات ينبغي توفرها في كل من يرتبط بالإمام الحسين(عليه السلام)، ليكون الإمام(عليه السلام) واسطة للإنسان في نيل الوجاهة الإلهية.
٣– التفاني والتضحية، ويمكن الوقوف على هذا البعد من خلال الحوار الذي دار بين البطلين الأسديـين، حبيب بن مظاهر، ومسلم بن عوسجة، فإنه لما وقع مسلم صريعاً على أرض كربلاء قصده حبيب مع الإمام الحسين(عليه السلام)، فألتفت حبيب إليه وفي مسلم رمق، قائلاً: رحمك الله يا مسلم، لولا أعلم أني في الأثر، لأحببت أن توصيني بما أهمك. وإذا بمسلم يشير بيده إلى الإمام الحسين(عليه السلام)، ويتكلم بصوت ضعيف، قائلاً: أوصيك بهذا، قاتل دونه.
ومثل ذلك، ما جرى من حوار بين علي بن مظاهر الأسدي وزوجته، عندما جاء يريد أن يوصلها لبعض بني عمومتها حتى لا تقع في الأسر، وإذا بها تمتنع، وتصرّ على مواساة الحوراء زينب(عليها السلام)، كما يواسي الرجال الإمام الحسين(عليه السلام).
والحاصل، إن الطريق لنيل الوجاهة الإلهية المعنوية بواسطة الإمام الحسين(عليه السلام)، يعتمد بصورة أساسية على حجم الرابطة التي تربط الإنسان المؤمن بالإمام الحسين(ع)، فكل ما كان مقدار ارتباطه به وثيقاً، كان ذلك سبباً لسرعة حصوله على الوساطة الحسينية لنيل الوجاهة الإلهية، وكلما كانت علاقته دون ذلك، صعب نيله على الوجاهة الإلهية، لعدم حصول الوساطة الحسينية بصورة مباشرة وسريعة، بل سوف يحتاج أموراً أخرى لتحقّقها.