عهد سماحة الشهيد الأقدس للإمام عجل الله فرجه، في ليلة عاشوراء #ما_تركتك_يا_بن_الحسين
ماذا يعني الظلم؟
ماذا يعني أن تمتلىء الأرض ظلمًا وجورا؟
هذا هو، اليوم كل هؤلاء أمالهم معقودة وعيونهم مشدودة إلى المنقذ، إلى المخلص، إلى بقية الحسين ورسول الله الإمام المهدي عليه السلام من ولد فاطمة وإلى أخي رسول الله وحبيب رسول الله السيد المسيح عليهما السلام، هذا هو اليوم حال المستضعفين وحال المعذبين وحال المقهورين.
اليوم في هذه الليلة الليلة الأخيرة من إحيائنا، خطابنا الليلة هي لحفيد الحسين عليه السلام، لإمامنا المهدي عليه السلام، الذي يعيش مرارة وألام وأحزان ما جرى في كربلاء، ما جرى في كربلاء حاضر أمام عينيه، عين اليقين بكل حقائقه، في مشهد البطولة والثبات والصبر والوفاء والولاء والإيثار والتضحية، وفي مشهد الخذلان والتخلي والخيانة والغدر، هذا حاضر بوجدانه بقوة.
نحن في هذه الليلة من هنا من هذه الباحة وفي كل مكان وبالنيابة عن كل إخواننا وأخواتنا، نتوجه إلى مولانا صاحب الزمان عليه السلام، نقول له: يا سيدنا ومولانا وإمامنا، عندما ندعوك للظهور وللقيام وللثورة، ندعوك ونعدك وعد الصادقين الأوفياء، سنفديك يا سيدنا بأرواحنا ودمائنا وفلاذات أكبادنا وأموالنا وكل ما خوّلنا ربنا، يا سيدنا أياً تكن المخاطر سنبقى معك، إمضِ بنا حيث شئت وأنّا شئت، فوالله لن نقول لك صيف حار ولا شتاء بارد، كما قيل لجدك أمير المؤمنين عليه السلام، لن ترى منا يا إمامنا تعباً ولا مللاً ولا تردداً بل لو أمرتنا أن نزيل الجبال لأزلناها، في يوم قيامك وظهورك سنكون معك وسنقول لك كما قال أصحاب الحسين للحسين عليه السلام، وكما قال أصحاب رسول الله لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام، إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون، بل سنقول لك كما قال أصحاب محمد صلى الله عليه وآله لمحمد صلى الله عليه وآله في الطريق إلى بدر إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، سنقول لك كما قال أصحاب الحسين عليه السلام للحسين عليه السلام في ليلة العاشر عندما أذن لهم بالذهاب بالمغادرة، ألا إن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، فليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ودعوني وهؤلاء القوم، وقَفوا جميعًا بصوت عال بصوت مرتفع، أنبقى بعدك؟ لا طيب الله العيش بعدك يا حسين، أولئك الذين وقفوا وقالوا له والله يا أبا عبد الله لو أني أعلم أني أقتل ثم أحرق ثم أنشر في الهواء ثم أحيا ثم أقتل ثم أحرق ثم أنشر في الهواء، يفعل بي ذلك سبعين مرة، أو يفعل ذلك بي ألف مرة ما تركتك يا حسين،
يا سيدي يا صاحب الزمان، سنكون معك بهذه الروح صغارنا وكبارنا ونساؤنا سنقول لك لا طيب الله العيش بعدك يا مهدي، يا بقية الله يا صاحب الزمان، يا حفيد رسول الله، يا بقية الحسن والحسين عليهما السلام، ولو أننا يا سيدنا يا صاحب الزمان في معاركك وفي دفاعك عن المظلومين والمعذبين والمستضعفين لو أننا في كل تلك الحروب التي سنكون فيها معك لو أننا نعلم أننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء يفعل بنا ذلك ألف مرة بل مائة ألف مرة ما تركناك يا مهدي.