وجيهاً بالحسين
|7|
اللهمّ اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة.
الوجاهة الحسينية
الوجاهة نوعان، الوجاهة المادية (وقد تطرقنا للموضوع في الفقرات السابقة)، والوجاهة الإلهية.
وأما الوجاهة الإلهية، فهي التي تجعل للإنسان منـزلة ومكانة خاصة عند الباري سبحانه وتعالى لينال الحظوة والقرب منه، وقد يشير إلى ذلك قوله تعالى: - (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فإن مقتضى وجود عنصر التقوى عند فرد يكسبه وجاهة معنوية وقرباً إلهياً، وهذا هو الميزان في نيل ذلك عند الله تعالى، وليس شيئاً آخر، من مكانة اجتماعية، أو بعد أسري، أو عنصر مالي، أو غير ذلك.
والظاهر أن المطلوب في الفقرة التي افتتح بها المقام، ليس الوجاهة المادية، وإنما المطلوب هو الوجاهة الإلهية المعنوية لأنها قد تضمنت طلب ذلك من الله، قال (عليه السلام): اللهم اجعلني عندك وجيهاً.
والسبب في ذلك يعود لمحدودية الوجاهة المادية، وكل ما يكون كذلك فهو فانٍ لأن المرتبط بالفاني لا بد أن يفنى، بينما رغبة السائل هو طلب وجاهة لا يعرضها الفناء والزوال، فهو يطلب وجاهة تكون باقية مستمرة دائمية، وهذا لا يكون إلا إذا كان مرتبطاً بما لا يزول ولا يفنى، وهو الله سبحانه وتعالى.
من موقع العلامة سماحة الشيخ العبيدان القطيفي.