www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مناسبات - العبرة من كربلاء |3|

العبرة من كربلاء

|3|

 

القرار المصيري

أصعب ما قد يواجهه القائد في مسيرته القيادية هو اتخاذ القرار في اللحظات الاستثنائية. ذلك لأن تبعات قراره لا تتعلق بشخصه وإنما ترتبط بمصير أمة كاملة في دنياها وآخرتها.

 هكذا كان حال الإمام الحسين عليه السلام أمام اختبار بيعة يزيد. فأمام محدودية الخيارات وصعوبتها، كان السؤال الأبرز الذي يحدد مسار المواجهة: أيهما أكثر فائدة للإسلام الشهادة أم البقاء؟

هل يحتاج المسلمون في هكذا ظرف خطير إلى وجود الإمام بينهم لحمايتهم من الفتن والانحرافات والتشتت؟ أم يحتاجون إلى معايشة تجربة ونموذج صارخ وأبدي في كيفية مواجهة الظلم والعدوان والاستبداد ومحاولات الإخضاع والهيمنة؟

 وما قدمه سيد الشهداء عليه السلام، وهو الإمام المعصوم وارث حكمة الأنبياء وعلومهم، يبرهن أن الحاجة الأكثر إلحاحًا في ذلك الوقت العصيب هو لبناء نموذج تطبيقي للمنظومة الإسلامية النظرية التي جاء بها النبي المصطفى صلى الله عليه وآله.

 الإمام الحسين لم يكن يهدف لتحقيق غاية شخصية في رضا الله فقط، وإلا فالخيارات البديلة متوفرة. لكنه اتخذ قرار المضي في الخيار الأصعب والأجرأ لأنه القرار التاريخي الاستراتيجي الذي سيشكل ركيزة ومرجعية لكل أحرار العالم في مقاومتهم للطغيان.

ومن تجربة أبي عبد الله الحسين تعلم القادة الربانيون أنه مهما كانت حياتهم مقدسة وبقاؤهم ضروريًا لحفظ الأمة، لكنّه في اللحظات الحساسة تتغير الأولويات لتصبح شهادتهم أهم ولترفد نهجهم الحقاني بالمصداقية وبيقظة الشعوب وإيمانها.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد