اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ
وقفات غرّاء
في زيارة عاشوراء
الوقفة الخامسة
المعنى الغامض في
هذه الفقرة من الزيارة:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ
ما معنى هذه العبارات التي ألِفناها؟..
لعل هنالك معنيين لهذه الجملة:
المعنى الأول: (يَا ثارَ اللهِ)!.. قد يكون هناالمعنى الموجود: معنى الياء؛ أي أنت الذي «الله» -عز وجل- يثأر بك..(((وقد أُضيفهنا الثأر إلى ذات الله تعالى))) أي بسبب الدم الذي أُريق يوم عاشوراء، رب العزةوالجلال يثأر بهذا الدم.. ولهذا الإمام المهدي (عجل الله فرجه) عندما يخرج ويستندإلى جدار الكعبة والحطيم، فإن أول شعار له في زمان الظهور: (ألا يا أهل العالم إن جدّي الحسين قتلوه عطشانا)!..
هناك شبه كبير بين النبي يحيى والإمام الحسين-عليهما السلام- ومن ذلك: إن رأس يحيى بن زكريا أُهدي إلى بغي من بغايا إسرائيل،كذلك أُهدي رأس الحسين (عليه السلام) إلى اللعين يزيد.. ومن أوجه الشبه: أنّ دم يحيى بقييفور، والناس يطرحون عليه التراب، فيعلو الدم حتى صار تلاًّ عظيماً، ولم يسكن حتىجاء "بخت نصر" وقتل سبعين ألفاً من اليهود.. ولكنّ الحسين ظلّ دمه فائراً ثائراً، وسيبقى حتى يظهر من يأخذ لهبثأره، وهو مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)
المعنى الآخر: أن الله -عز وجل- "يثأر منه!!" بعض الناس قد يستغرب من كلمة "أن الله -عز وجل- يمكن أن يؤذي"!..القرآن الكريم يقول: بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَوَرَسُولَهُ}؛ كلنا لا يعلم مدى التأثر الذي وقع في عرش الرحمن من جراء مصيبةالإمام الحسين عليه السلام، النصوص في هذا المجال تدل على أنه كان هنالك تأثر كونيشديد بمسألة الإمام عليه السلام: الدم العبيط الذي وجد تحت الصخور بعد مجزرةكربلاء، الملائكة التي بقيت إلى يومنا هذا وفي كل ساعة وهم ينتحبون على الحسينعليه السلام ..
عندما يزور الإنسان حرم سيد الشهداء ، فليلتفتإلى أن هذه الملائكة تبكي ، وكمتفرح وتدعو لمن يشاركها الدعاء في ذلك اليوم .. وفي بعض الروايات هناك دلالة علىأنه في يوم عاشوراء، لم يُقلب حجر ولا مدر، إلا وُجد تحته دم عبيط..
وهناك روايات أن الشمس كُسِفت