وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين
وقفات غراء
في زيارة عاشوراء
(تابع)الوقفة الثامنة
(وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحابالحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام)
(القدم ) هنا معناها من ((الأقدام))،فالإنسان عندما يقدم على أي عمل يقوم عادة بتحريك قدميه ورفعهما أولاً...
فلقدخرج مع الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء الكثير، ولكن لم يبق معه إلى يومالعاشر من المحرم ليضحي بنفسه في سبيل نصرة الإمام إلا قليل كزهير بن القين (رضوانالله تعالى عليه). وقد كان عمل زهير هذا
مصداقاً لـ(قدم صدق)،
وكان عمل الذين تركوا الإمام الحسين (عليه السلام)
مصداقاً لـ(قدم كذب)،
لأنه لو كانت أقدامهم أقدام صدق لبقوا مع الإمامالحسين (عليه السلام ) ونصروه، لينالوا بذلك السعادة الأبدية.
فالله تعالى قد أكرم الإمام الحسين (عليه السلام) بقائمة طويلة من الامتيازات، وعلى هذا الأساس، أولئك الذين يتحملون قسطاً أكبرمن الشدائد والصعاب سيغبطهم غيرهم، ويتحسرون على ما سبقوهم إليه، فمن يتحمل مشاقوأعباءً أكثر، ويضع راحته وسهره في خدمة الإمام الحسين (عليه السلام )، بطبيعةالحال له أجرٌ أعظم من غيره...
يقول سيد الشهداء (عليه السلام ) مخاطباً أصحابه:"الدُنْيا حُلْوُها ومُرُها حُلم"
فأحيانًا يرى الإنسان أحلامًا سعيدة، لكن ما إن يصحو من نومه حتى يتحسر علىكونها مجرد أحلام، وكذلك الحال حينما يرى كابوساً، يسعد لكونه كان كابوساً لاحقيقة، وبالنسبة لنا عندما ننتقل إلى الآخرة سنرى بأن الدنيا لم تكن إلا حلماًوانتهى، لكن الخدمات التي قدمناها على طريق محبة الإمام الحسين (عليه السلام )باقية، وكلما كانت هذه الخدمات أكبر كانت فرحتنا أعظم.