العَفاف والكَفاف - الحب والعفاف
العَفاف والكَفاف
الحب والعفاف
عند التحدث عن العلاقة الموجودة بين "الحب" و"العفاف" يجب تتبع جذورها والاستعدادات والدوافع السامية التي تنمو في محيطها أو الظروف التي تزدهر بينها.
يا ترى هل ينشط هذا الاستعداد بشكل أفضل في محيط تحكم فيه روحَيْ الرجل والمرأة مجموعة من القوانين والأعراف الأخلاقية تحت عنواني "العفاف" و"التقوى"؟ أم يكون فعالاً في محيط ليس فيه شيء باسم "العفاف" و"التقوى"؟
مما لا شك فيه أن المحيط الذي تتوفر فيه الإباحية لا يمكن أن تظهر فيه حالات حب تمتاز بالدفء والعمق، حيث لا تكون هناك أية قيمة معنوية للقلوب ولا يتوفر لها مستقَر ثابت.
ومثل هذه الأجواء الحرّة لا تعدو كونها بيئةً تتوفر فيها وسائل نيل اللذة وإرضاء النزوات، ولا يمكن أن تظهر فيها حالات "حب بالمفهوم الذي احترمها لفلاسفة وعلماء الاجتماع، ذلك الحب المقرون بالتضحية ونكران الذات ودفء الوصال وألم الحرمان والهجران.
هناك من يعتقد أن "الحب" ما هو إلا نوع من الغليان الجنسي. فلا يؤمن هؤلاء بقداسة الحب ولا يحبذون استخدامه فيما يخص علاقة الفرد بالله تعالى.
يحترم الإسلام ويقدر "الحب الصادق" القائم بين المحبين، بل يؤكد على ضرورته في المحيط العائلي. كما أنه يوصي بتدابير في سبيل تحقيق الاندماج الروحي وتقويته وتعزيزه ووحدة المشاعر بين المحبين بشكل كبير.
فـ "الحب الحقيقي" هو عبارة عن زوال الأنانية، حيث يصبح المحبوب أعلى وأعَز من روح المحب التي لا يتوانى في تقديمها فداءً للمحبوب، وهذا يعني أن يتحرر الإنسان المُحِب من قيود الـ "أنا" أو أن تندمج "أناه" في"أنا" المحبوب، ولهذا السبب أطلقوا على الحب أسماء "المربي" و"المعلم" و"الملهم" و"الكيمياء".
يتبع..