آدابنا - الرحمة
درب السالك من المهالك
الرحمة
يقول الله تبارك وتعالى:
فَانظُرْ إِلَىٰآثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَلَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الروم/ 50).
فالنبي صلى اللهعليه وآله عندما يقف ليعلّم الأمة المحبة والرحمة حيث أنه لم يحدها بحد معين، فقد علمصلى الله عليه وآله إن هذه المحبة والرحمة وسعت كل شيء ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّشَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾الأعراف156 .
ولأنه نبي الرحمة،نراه صلى الله عليه وآله يقول: لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله، قالوا: ولا أنت؟قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله، ميزان الحكمة/ج2 .
والجدير بالذكر،أن رحمة الله تعالى هي رحمة شمولية، فمن فيض عظمته تكون رحمته للطائع والعاصي على حدسواء، كما لم تقتصر الرحمة على الآدميين إنما شملت جميع مخلوقات الله.
فعن رسول الله صلىالله عليه وآله: إن الله تعالى خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض كل رحمة منهاطباق ما بين السماء والأرض، فأهبط رحمة منها إلى الأرض فبها تراحم الخلق، وبها تعطفالوالدة على ولدها، وبها تشرب الطير والوحوش من الماء، وبها تعيش الخلائق. ميزان الحكمة/ج2.
وعندما قيل للإمامالكاظم عليه السلام إن الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك كيف هلك وإنما العجب ممننجى كيف نجى!
قال عليه السلام:أنا أقول: ليس العجب ممن نجى كيف نجى، وأما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله! ميزان الحكمة/ج2.
«يا مَن هوَ أبَرُّبي من الوالد الشفيق، وأقربُ إليّ مِن الصاحب اللَّزيق، أنت موضعُ أُنسي في الخلوةإذا أوحشني المكان، ولفَظَتْني الأوطان » .