العَفاف والكَفاف - العفاف وسورة النور
العَفاف والكَفاف
العفاف وسورة النور
للمتأملين في سورة النور في القرآن الكريم:
هم قالوا أنها سورة العفة والعفاف للنساء والرجال!
هم تساءلوا ما هي المناسبة بين آيات غض البصر وبين آيات النور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؟ النور/35.
هم تأملوا الترتيب في هذه السورة،
هم ربطوا بين كف النظر وبين العفة الباطنية،
وربطوا بين النظر إلى ملكوت السموات والأرض والارتباط بذلك النور الذي انتشر في هذا الوجود.
وما نعمة الوجود إلا أثر وفيض من آثار هذا النور الإلهي.
ثم قالوا إن الذي لا يتحكم في بصره وفي جوارحه قولاً وسمعاً ونظراً، فهذا الإنسان محجوب عن النظر إلى ملكوت السموات والأرض.
إن القرآن الكريم أمر الرجال والنساء في سياق واحد بغض النظر عما لا يحل،
فقال تعالى في أمر للرجال: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} النور/30.
وفي آية تليها أمر النساء: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} النور/31.
البعض يقول: أن المراد بغض البصر هو أن يغمض الإنسان عينه، ومنهم من يقول: إن غض البصر هو أن يصرف الإنسان نظره عن المنظور، وهذا الصرف يكون تارة
بغمض البصر؛ أي بأن يسدل على عينيه الجفنين.
وتارة بغض البصر؛ أي أن لا ينظر إلى الجنس الآخر تلك النظرة التي تسوقه إلى الشهوة أو الريبة!
فالإنسان في معاملاته اليومية قد لا يمكنه غمض البصر، وهذه الأيام -كما نعلم- هنالك حالة من حالات التمازج والاختلاط في الجامعات وفي المعاهد وفي مختلف حقول
الحياة؛ فالإنسان من الممكن أن لا يتوفق لغمض بصره، ولكن غض البصر ممكن.
ومما يُستفاد من الروايات والآيات، أن مقدمة الفتنة وأول الشرارة، هي هذه النظرة الاختيارية.
إن العبد بسوء اختياره وبنظراته التي لا يرضى بها الله سبحانه وتعالى، يصل إلى مرحلة من المراحل لا يمتلك فيها السيطرة على نفسه.
وبهذا المعنى يصبح هذا الإنسان محجوب عن النظر إلى ملكوت السموات والأرض.
وهيهات هيهات من تحصيل العفة والعفاف.