العَفاف والكَفاف - العفاف والخواطر
العَفاف والكَفاف
العفاف والخواطر
قد ينظر الإنسان إلى منظرٍ ما، ثم يتجاوز ذلك المنظر! ولكن تلك الصورة الذهنية تبقى لتأتي في أقدس الساعات، في ساعة الحديث مع رب العالمين.
حيث أن الإنسان يريد في تلك الساعة فراغ القلب، وصفاء الذهن، وإذا به يُبتلى بهذه الصور التي نظر إليها.
وهذه الأيام -مع الأسف- وسائل الإعلام الحديثة والتقنيات الحديثة، جعلت من الميسور جداً أن يدخل إلى بيوتنا أبشع الصور.
تلك الصور التي كان لا يمكن الاطلاع عليها قديماً إلا لممارسي الفحشاء، وإذا بهذا اليوم تفاصيل كل هذه الفواحش تعرض على شبابنا وفتياتنا في جوف الليل من دون رقيب أو عتيد!
وكان علماؤنا السلف يدعون إلى مسألة ضبط الخواطر، والسيطرة على الأوهام، وكانوا يقولون: إن من شروط ضبط الخواطر والأوهام، عدم النظر إلى ما لا يفيد.
وأما في هذه الأيام فغاية المنى أن نمنع شبابنا من النظر إلى هذه الصور.
لنجد أنه بقرص مدمج لا يسوى درهماً واحداً، وإذا به يقدّم كل ما عنده دنيا وآخرة في سبيل الحصول على هذا المحرم!
والإنسان المبتلى بهذه النظرات المحرّمة لا ريب أنه لن يصل إلى أي درجة من درجات العفاف!
فهو يحتاج إلى عزيمة من عزمات الملوك.. فالذي لا عزيمة له سيبقى غارقاً في مستنقع الأفكار والخواطر الشيطانية التي لن تبتعد عنه أبداً إلى آخر عمره.
وهيهات! هيهات! لمجتمع آمن وعفيف وقد سيطرت عليه هذه الخواطر والنظرات المريبة.
إلـهي اَلْبَسَتْنِا الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتنا، وَجَلَّلَنِا التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ المسْكَنَة، وأمات قَلْوبنا عَظيمُ الجنايَة، فأحيي يا ربّ قلوبَ شبابنا بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلنا وَبُغْيَتنا وَيا سُؤْلنا وَمُنْيَتنا.