www.tasneem-lb.net

أخلاق

ظلال وارفة - أطلقوا سراح قلوبكم

وتمنيت
أطلقوا سراح قلوبكم

كلام لسماحة الشيخ بناهيان:
لعلك ترى قلبك يتأوّه حسرة ويقول: آه كم قد ضيّعت. أو يأنّ قلبك ويقول: كم أودّ لو أبلغ هذه الدرجة!
كل حياتك هي رهن هذه اللحظات! فلا تقل: ذهبت إلى استماع المحاضرة فشُحنت حماوة في لحظةٍ ثمّ خرجت وبردتُ. 
فإن الله لا ينسى حالك في تلك الساعة. إن الله مستعدّ لأن يتناسى آلافًا من ذنوبك، ويتناسى آلافًا من آمالك الخاطئة، ويتناسى آلافًا من فسقك وفجورك. ولكنّه ربّ رحيم فيقول: لقد جاء مرّة وقال آه! فيا ملائكتي نظّموا حياته على حسرته الوحيدة هذه.
إذهبوا وتوسّلوا بأي وسيلة لكي تحضروا في مجلس يستثير في قلوبكم آه حسرة وحسب. ثم ابتهِج وقل ذهبت وزفرت بحسرة إحترقت تحسّرت على الماضي تمنيّت الفضائل. 
يشهد الله أن لو تحسّرت حسرةً ولم تظهر عليك آثارها وتتدهور أوضاعك، تظهر في ذريّتك! يشهد الله أن حسرة راقية واحدة قد تؤثر على من حولك. لعلّك تحاول الفرار من الله كثيرًا إلى آخر عمرك، ولكن الله يرفض قائلًا: هل تتذكر أنك في أواخر ليالي شهر رمضان تحسّرت حسرة؟! أفهل أسمح لك بالذهاب! لسان حالك سيقول: دعني يا إلهي فقد تحمست هناك لحظة وتأوهت حسرة.
فيقول: كلا! إن هذه الحسرة جميلة لي وأنا لن أنساها.
لقد قال النبي صلى الله عليه وآله: ارتعوا فی ریاض اَلْجَنَّة.
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَال:َ مَجَالِسُ الذِّكْر. (وسائل الشيعة/ج7)
مجلس الذكر يذكّرك بالفضائل فتقول فجأة: يا ليتني كنت هكذا!
لقد كان الشهداء ينالون الشهادة هكذا، في جلسة واحدة كان يشتهي أحدهم شيئًا، ويهشّ قلبه إلى ذلك العالم. فيقول الله يا ملائكتي لقد فسح المجال وقال لا بأس بالشهادة! فاشتغلوا عليه. بعد ذلك حتى ولو كان يسحب كلامه ويتراجع، كان الله يستلم بزمام حياته فيدفعه ثم يدفعه ثم يزيده عشقًا بعد عشق، حتى يصرخ أن متى تأخذني إليك يا ربّ؟
أتدري متى خرّبت حياتك وفضحت نفسك وكشفت عن حقيقتك. أتذكر في تلك الجلسة قلت: يا ليتني عندما أهوى على الأرض يأتيني الإمام ويضع رأسي على حجره! لقد حسم الأمر هناك! وبدا أن فيك نور!


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد