www.tasneem-lb.net

أخلاق

آدابنا - لا تتجرد من قيمتك اﻹنسانية

لا تتجرد من قيمتك اﻹنسانية

دائمًا عند سماع اسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأول ما يخطر في أذهاننا عظمة شخصية علي عليه السلام المتمثلة بإيمانه وعبادته، فصاحته وبلاغته وحكمته، شجاعته وقوته وثباته.
ولكننا كثيرًا ما نغفل عن الجانب اﻵخر من شخصيته ألا وهو رحمة ورأفة علي عليه السلام، حب وعطف علي عليه السلام، مودة وحنان علي عليه السلام.
إن مفهومنا للشخصيات اﻹنسانية خاطئ، فعندما نتكلم مثلاً عن الحنان والعطف ننسب مباشرةً هذه الصفات للأنثى، وعندما نتحدث عن الشجاعة والقوة، الجهاد والمشقة فإننا ننسبها مباشرةً إلى الرجل.
كثيرًا ما نغفل عن صفات الرجل الروحية، فالرجل كائن بشري يملك أحاسيس ومشاعر، هو كاﻷنثى يبكي ويضحك، يحزن ويفرح، يحب ويكره..
ليست الرجولة تعني الخشونة أو العصبية.
فإذا أردنا أن نتعرف على المعنى الحقيقي للرجولة علينا أن نتعرف على علي بن أبي طالب عليه السلام.
فكمال اﻹنسان تجلى في علي عليه السلام، وعند قراءتنا وبحثنا في شخصيته وصفاته كثيرًا ما نرى المحبة والحنان، العطف والرحمة، المشاعر واﻷحاسيس.
ألم يكن مثال الشجاعة والشهامة.
ألم يكن مثال الحكمة والبلاغة.
العطف لا يعارض القوة، لا يعارض الرجولة، فلمَ نستهجن المشاعر للرجل.
أيحق لنا أن نستصغر قدر وقيمة الرجل ونشمت به عندما نراه يعين زوجته في أعمال المنزل.
أو عندما نراه يعطف على أولاده ويلعب معهم.
أو عندما يبكي على فقيد ما..

ألم يكن علي عليه السلام يساعد فاطمة ويعينها في اﻷعمال المنزلية.
ألم يكن يعطف على أولاده وعلى اﻷطفال وخاصةً اﻷيتام.
ألم يبكي فراقه لرسول الله صلى الله عليه وآله ولفاطمة عليها السلام.
ألم يقف بين يدي الله عز وجل خاشعًا ذليلاً.
ألم، ألم، ألم..
ألسنا ندعي بأننا شيعة علي عليه السلام وأنه قدوتنا في الحياة.
أليست القدوة هي اﻷساس في تغيير أنفسنا نحو اﻷفضل من كافة الجوانب.
متى نستفيق من غفلتنا.
متى نتوقف عن جاهليتنا وننظر للرجل على أنه إنسان حقيقي يتمتع بحقوقه المدنية والاجتماعية والنفسية كسائر البشر.
فلنتعلم من علي عليه السلام كيف  نتمتع بإنسانيتنا كما أرادنا الله عز وجل أن نكون.



تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد