أشهر النور - صوم الجوارح |2|
صوم الجوارح
|2|
وتابع "مسلم" بالاستفسار: ولكن ما علاقة هذه الممتنعات بصلاح البدن؟
فرد عليه أخيه "مؤمن": الغاية من الصوم هو تربية نفس المؤمن على الاستقامة، والمجاهدة في شهر رمضان، وتدريبه على هذا السلوك بعد الشهر الكريم.
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، سورة البقرة/ اية 183.
فالصيام تثبيت الإخلاص للمولى تعالى لما تتضمّن هذه الفريضة من مواجهة للشهوات والغرائز، فعن فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها الشهيرة: "فرض الله.. والصيام ابتلاء لإخلاص الخلق"، وذلك لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج في الحلال والحرام، بنية الإذعان لأوامر الله وإخلاصاً له تعالى، وكل ذلك يؤكد الحكمة المتوخاة من الصوم وهي تزكية النفس وتطهيرها بالتقوى.
والصوم هو تعويد على الصبر والتحمل والصمود أمام المكاره والمغريات، الصبر على الجوع والعطش وترك الشهوات.
قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، سورة الزمر/ الآية 10 .
فشهر رمضان هو شهر الصبر والجد.
الصوم مواساة للمحتاجين: فشعور الصائم نحو إخوانه الفقراء المحتاجين الذين يعيشون دائمًا في شبه صوم ليجود عليهم بالإحسان، بالعطاءات المادية والمعنوية، فشهر رمضان شهر الإحسان والمواساة، وكان الرسول الأكرم والأئمة عليهم السلام أجود الناس وأسخاهم في هذا الشهر من معاونة الفقراء وعتق الرقاب.
ترويض المؤمن على خصلة كظم الغيظ والتسامح وعدم الغضب والانفعال السريع.
قال تعالى.. "والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ.."، آل عمران/134.
نعم يا أخي "مسلم" إن هذه بعض من العادات الحميدة التي ينميها شهر الصوم في أنفسنا لتزكية أقوالنا وأسماعنا وقلوبنا لنصل لدرجة التقوى ونحقق بها الهدف الرئيسي من الصوم وبذلك يخلو القلب عن جميع أسباب الشر.
فرد مسلم متسائلاً: ولكن يا أخي لم أفهم مرادك بالمعنى الحقيقي للتقوى؟ وكيف للقلب أن يخلو بها عن جميع أسباب الشر؟
يتبع..