www.tasneem-lb.net

أخلاق

أشهر النور - صوم الجوارح |3|

صوم الجوارح
|3|

بعد أن طرح "مسلم" السؤال عن المعنى الحقيقي للتقوى التي يصل إليها الصائم عند تعويد جوارحه من سمع وقول ونظر، وكيف للقلب أن يخلو بهذه التقوى عن جميع أسباب الشر؟
تابع "مؤمن" حديثه:
إعلم يا أخي أن التقوى عبارة عن القيام بما أمر به الشارع والاجتناب عمّا نهى عنه عن بصيرة، ليكون القلب بنور الإيمان مستعدّاً لتلقّي فيوض المعرفة من الله عزّ وجلّ.
قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ﴾، البقرة/282.
فعند إكمال الصيام بضبط اللسان من اللغو والغيبة والكذب والكلام البذيء ونحوها، وكذا ضبط سائر الأعضاء من الظلم والخيانة والإفطار على الحرام والشبهة، تحقق التقوى المطلوبة وينوّر القلب بنور الإيمان والمعرفة.
فحقيقة الصوم ليست الابتعاد عن المفطرات واجتنابها، فإنّ ذلك ظاهر الصوم، وأمّا باطنه وحقيقته التي يجب أن نطلبها بأدائنا لهذه الفريضة فهي صلاح الباطن.
عن الإمام علي "عليه السلام": "صوم القلب خير من صيام اللسان، وصيام اللسان خير من صيام البطن"،  ميزان الحكمة/ج2.
وعن فاطمة الزهراء عليها السلام: "ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه"، ميزان الحكمة/ج2.
ومعنى "ما يصنع" أي لا يمكنه أن يصنع به شيئاً، لأنّ هذا الصوم لا يرقى إلى مستوى إصلاحه لنفسه وتزكيته لها..
وكما أكّدت الروايات على حقيقة الصوم ومفهومه الأكمل أكّدت كذلك على أنّ عدم مراعاة الجانب الروحيّ والباطنيّ للصوم يعني عدم انتفاع الصائم بصومه.
هل تعلم يا "مسلم " أنك إن صنت جوارحك خلال الشهر الفضيل سيكون لك ميراث من بعده!
فرد "مسلم" سائلاً متعجباً ولكن ما هو ميراث الصوم؟
فأجاب "مؤمن" ونحن في نهاية الشهر الفضيل نتمنى أن نحصل على هذه المراتب العالية كما ذكر رسول الله صلوات الله عليه وآله .
ورد  في حديث المعراج: ..قال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا ربّ وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح، بعسر أم بيسر"، بحار الأنوار/ج74.
فاليقين أسمى ما يبلغه الصائم، بل أسمى ما يمكن أن يناله الإنسان بالعبادات.
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَاَنْ تَمْلاََ قَلْبى نُورَ الْيَقينِ وَصَدْري نوُرَ الاْيمانِ وَفِكْري نُورَ النِّيّاتِ، وَعَزْمي نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتي نُورَ الْعَمَلِ، وَلِساني نُورَالصِّدْقِ، وَديني نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَري نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعي نُورَ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتي نُورَ الْمُوالاةِ لُِمحَمَّد وَآلِهِ عليهم السلام حَتّى اَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ فَتُغَشّيَنى رَحْمَتَكَ يا وَلِىُّ يا حَميدُ.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد