الصبـــــر والظفــــــر
|1|
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان"، وسائل الشيعة/ج15.
الظفر والنجاح هما هدف وأمنية كل إنسان، حيث يسعى الجميع للبحث عن الطرق التي تؤدي إلى ذلك.
ومن البديهي أن يسعى المرء لنيل مراده ووصل محبوبه، فهو يعيش هاجس الوصال في قلبه دائماً، كما أن فكره مشغول بالبحث عن أنجع الوسائل لتحقيق ذلك، ويتساوى الجميع في هذه القاعدة ولكنهم يختلفون في تشخيص السبل، فالبعض بعيدون كل البعد عن الواقع فهم يعيشون في أرض الخيال ويحاولون حل القضايا بالوهم، فهم يعتقدون بأن النجاح هو مجرد حظ يصادف الإنسان، وأن كل امرئ يولد سعيداً أو شقياً، فمن كتبت له السعادة لن يستطيع أي شيء أن يسبب له الشقاء، ومن ولد شقياً لن يتمكن أي شيء من أن يسبب له أو يسوق له السعادة وأن لا أثر للعلم أو الإيمان ولا العمل ولا الأخلاق في ذلك، وأنها غير قادرة على جلب السعادة له، وأن الشقاء سيلازمه ملازمة الظل حتى لو سلك الصراط المستقيم.
إن هؤلاء يظنون أن لا شيء في العالم قادر على أن يسعد الشقي أو يشقي السعيد.
وللأسف فإن الكثير من الناس اليوم يعتقدون بذلك، ولكن أدنى تأمل في الواقع يقود إلى اكتشاف العلة والمعلول في الحوادث وما يدور في هذا العالم وأنه لا وجود لما يدعى بالحظ والنصيب وأن ذلك أمر خيالي من وحي الشيطان، فلا الدين يعترف بالحظ ولا منطق العقل.
یتـبـع..