www.tasneem-lb.net

أخلاق

آدابنا - الصبـــــر والظفــــــر |2|

الصبـــــر والظفــــــر
|2|

إن الله لم يخلق الإنسان بذاته شقياً أو سعيداً، وإن بساط الحظ ليس من قبيل البياض بحيث لا يقبل السواد وليس من قبيل السواد بحيث لا يقبل البياض.
إنه انعكاس لصفحة الروح والقلب وهما متغيران بحيث يمكن أن يكونا ناصعين كالثلج أو أسودين كظلام الليل.
فالعلم والمعرفة والإيمان والتقوى والاستمرار بالعمل الصالح يصقل الروح ويجعلها براقة كالنور، في زمن تسود فيه الخرافات والأساطير والفسق والفجور.
قال تعالى: إن خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً، الدهر/2.
إن الإنسان مخلوق يحمل في أعماقه مختلف الاستعدادات إضافة إلى امتلاكه للحرية والاختيار، وعليه أن يكتشف طريق الحق ويميزها عن مسالك الباطل ومهاوي السقوط والانحراف.
إن بعض الناس وخلال بحثهم عن وسيلة النجاح والظفر والموفقية لا يتوهمون بعامل بعيد عن أرض الواقع فيعتمدون عليه، ومع ذلك فإنهم يضيعون بين العوامل الأخرى وينسون أنفسهم، فيما تمتد أعينهم طمعاً بالآخرين، ويعتمدون عليهم في جميع شؤونهم، يرغبون أن ترافقهم توصيات الآخرين بهم؛ ومثله كحكاية ذلك الشخص الذي رأى افعى نائمة فوق عتبة داره فقال: "يا للحسرة إذ لا يوجد رجل أو حصاة!". الشيء الذي لا يدخلونه في حسابهم هو شخصيتهم ولا يعتقدون بأن هذا المجتمع الذي هو في نظرهم مجتمع فاسد، ولا يحترم الكمال واللياقة والكفاءة بل يعتمد التوصيات التي يصدرها بعض الأشخاص حيث ترفع شأن البعض وتحطّ من شأن البعض الآخر، لا يعتقدون بأن هذا المجتمع يضم فريقين من الناس، فريق يرفع بوصاياه وفريق آخر يرتفع بتلك الوصايا. ومع ذلك فإن عدداً لا بأس به يتمتع بالاستقلال ويمتاز بالاعتماد على نفسه، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا ينضوي الإنسان تحت لواء هذا الفريق الثالث؟ ولا يكون طفيلياً يعيش على موائد الآخرين.
یـتـبــع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد