زدني علماً - نصائح ومواعظ |1|
نصائح ومواعظ
|1|
نصائح لقمان لابنه في آداب السفر
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم، وأكثر التبسم في وجوههم، وكن كريمًا على زادك، وإذا دعوك فأجبهم، وإذا استعانوا بك فأعنهم، وأغلبهم بثلاث:
- بطول الصمت
- وكثرة الصلاة
- وسخاء النفس بما معك من دابة أو مال أو زاد
وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته. فإن من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله تبارك وتعالى رأيه ونزع عنه الأمانة.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، وإذا تصدقوا وأعطوا قرضًا فأعط معهم، واسمع لمن هو أكبر منك سنا، وإذا أمروك بأمر وسألوك فقل: نعم ولا تقل: لا، فإن لا عي ولؤم.
وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا [تشاوروا] وإذا رأيتم شخصًا واحدًا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدون فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله أن يكون عينا للصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيركم.
واحذروا الشخصين أيضًا إلا أن تروا ما لا أرى فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئًا عرف الحق منه والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
يا بني وإذا جاء وقت صلاة فلا تؤخرها لشيء وصلها واسترح منها فإنها دين وصل في جماعة ولو على رأس زُج "الحديدة في أسفل الرمح ونصل السهم". وإذا ارتحلتٓ فصلّ ركعتين وودّع الأرض التي حللتٓ بها وسلّم عليها وعلى أهلها فإن لكل بقعة أهلاً من الملائكة.
وإن استطعتٓ أن لا تأكل طعامًا حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل. وعليك بقراءة كتاب الله عز وجل ما دمت راكبًا. وعليك بالتسبيح ما دمت عاملاً. وعليك بالدعاء ما دمت خاليًا وإياك والسير من أول الليل. وإياك ورفع الصوت في مسيرك. الكافي/ج8.