أخلاق - ها هو اليـتيـم بعين الله |1|
ديننا
ها هو اليـتيـم بعين الله
|1|
احفر زمزم! - وما زمزم؟
ماء لا تُنزَح ولا تُذم احفرها واسقِ بها الحجيج الأعظم! أين.. أين؟
أخبرني عن مكانها!
في الحرم، بين الفرث والدم.
- هل من مزيد..، أخبرني عنها أكثر!
- عند قرية النمل، عند نقرة ِ الغراب الأعصم.
- أنا؟!
قد اختفى ذاك الشبح المدّثر بحرير الضباب الناصع، بعد أن حـلّ، ورحـل خفيفًا كالسحاب، رقراقًا كالماء، مرفرفًا كالنسيم، كان واقـفـًا وقفته تلك في وجـوم.
»فــي لـيـل صـيـفـي، بـيـنـمـا كـنـا نـيـامًا على صوت عبد المطلب، يناجي ربه، وهو نائم. رأيتُ وجهه تحت القمر، وقد شمله العرق. بدأ يرتعد، ظننته مريضًا، قد اعترته حمّى. على مهل، أيقظتُه، رويدًا رويدا« .
أفــقــت مــن الــنــوم عـلـى ربــتــات زوجــتــي ســمــراء،
حمدت ربّ الكعبة على انزياح الهمّ مني، وانـفـراج الـغـم بعد تلك الأيام العصيبة. أجل، لقد برح الخفاء، وعـلـمـت حـق الـيـقـيـن أن رؤياي تلك كانت إلهية صادقة، لا أضغاث أحلام. لقد كـان الله وحـده هو العالم بما كنت أتحسسه من الحبور والأفراح؛ فقد منَّ عليَّ إذ اصطفاني لإسداء تلك الخدمة. بلغ بـي الظمأ أقـصـاه. تناولت الـقـدح مـن سـمـراء، وعببته في ولعٍ عبًّا، ثم أعدته إليها قائلاً هوّني عليك فأنا على خير!
وقفت سمراء عند حافة السرير، بيدها القدح، وقد ران عليها البهت والحيرة.
يتبع..