www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - ها هو اليـتـيم بعين الله |16|

ثقافتنا
ها هو اليـتـيم بعين الله
|16|

في فترة حمله آتاني آت في المنام، فقال: إنك قد حملت بسيّد هذه الأمة، فإذا وضعتيه، قولي:"أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسمّيه محمدًا".
"بينما أنا نائم في الحجر، رأيت في المنام أن شجرة قد نبتت مني، فنال رأسها السماء، وضربت بأعناقها المشارق والمغارب، ورأيت نورًا منها يزهر خرّ له العرب والعجم سجًدا، ثم رأيت رهطًا من قريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها، منعهم شاب وسيم وقور. لمّا رفعت يـدي لأتـنـاول ثـمـرة منها، صـاح بـي الـشـاب: مـهـلًا، ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب، والشجرة مني!؟ 
قال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها. فانتبهت مذعورًا خــرجــت، فــرآنــي كــاهــن، وأنـــا فـــزع، مـتـغـيـر الــلــون، فـسـألـنـي، متعجبًا:  ما شأن سيّد العرب، متغيّر اللون؟ 
قـصـصـت عـلـيـه رؤيــــاي، فـتـغـيّر لونه وامتقع ثم قال: لئن صدقت ليخرجنّ من صلبك ولد يملك الشرق والغرب، وينبّأ في الناس فيدخلون في دينه.
تسرّى عني الغم، ثم تصوّرت أنه سيكون من نسل ولدي أبي طالب".
"رأيــت ليلة فـي المنام أنـنـي وضعته، فـإذا مخاضي الخفيف يثير فيمن حولي مـن النساء الـدهـش والـعـجـب، فـأخـذن يتساءلن: كيف لا يتملك آمنة الطلق والوجع مثلما يتملك الأخريات!؟ عندها استيقظت.. 
وفي ليلة ثانية، كأن آتيًا أتـانـي، وهـتـف بـي: قـد حملت بخير الأنام، فإذا وضعته، فسميه  محمدًا، ثم عليك بالكتمان! 
فزعت من النوم، ولما يتخل عني الهاتف.
"لم تشعر سيدتي بالحمل، ولم يصبها ما يصيب النساء من  الثقل وأوجاع الظهر، وضيق النفس والوحام. بين ليلة وضحاها تغيّرت، وانطوت أشجانها التي لم تكد تفارقها بعد أن فقدت زوجها".
"في منتصف ربيع الأول كنت في الغرفة وحـيـدة. الغرفة كانت في الـزاويـة القصوى على اليسار من الفناء، وأنت داخل الدار. فجأني المخاض، ســاورنــي قـلـق ورعــب شـديـد، فــإذا طـائـر أبـيـض يـدخـل عـلـيّ وينشر جناحه حولي، ويمسح به فؤادي؛ فذهب عني الروع. وبينما كنت كذلك، دخل عليّ نـسـوة ثـلاث كالنخل طــوال، كـأن الشمس تـطـلـع مـن وجـوهـهـن. يـفـوح منهن رائحة المسك والعنبر، عليهن لباس فـاخـرة، لـيـس لـهـا مـثـيـل.
في تلك الحالة الغريبة بين النوم واليقظة تبدّى لي أنهن حوريات، بل تمثلن لي مريم بنت عمران، أو آسية زوج فرعون، أو هاجر..
قال لي حسّان بن ثابت: لمّا كنت غلامًا يفعة، ابن سبع سنين رأيت ليلة في يثرب يهوديًا، يرتقي شرفة ويصيح بأعلى صوته: هبّوا يا يهود فقد بزغ نجم أحمد.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد