أخلاق - معراج الروح |2|
أخلاقنا
معراج الروح
|2|
إنّ الله رحيم
لكي نتفاعل مع رحمة الله ونستشعر مذاقها ونذوق لذتها لابد أن نرى عظمة الله تعالى.
يجب أن نشاهد عزة الله، أي كونه عزيزًا ينبغي أن ندرك هيبته..
فالله إذا صغر لم تعد محبته ذات جدوى وإن زاولها!
حتى الأطفال لا يذوبون في والديهم حبًا إلا إذا عظّموهما
الأطفال يرون والديهم كبيرين عظيمين بكل معنى الكلمة ثم يستمتعون بمحبة هذه الأم أو هذا الأب الذي «في يده حل كل مشكلة»!
يقول الشيخ بهجت رحمه الله: الطفل لا يقلق أبدًا بشان طعام غده. فلو أمكنك أن تسأله -إذا استطاع جوابك- أن: «لماذا لا تفكر بطعام غدك»؟ لقال: «لأن أمي تطعمني، أبي يوفر الطعام!»
- ومن أين يأتي أبوك بالطعام؟
- عجبًا! ماذا تقول؟ «إنه على كل شيء قدير!»
لماذا لا نرى رحمة الله، أو لا نذوقها
لأنّ «ربنا» ليس عظيمًا في أنظارنا
من أين لنا أن نؤمن بعظمة الله
بأن نرمي بطرفنا إلى قمة مثلا فنقول: «كم هي عظيمة! آه، وكم أنت أعظم يا إلهي إذ شيدت مثل هذه القمم العالية!»
ولنتأمل في نجوم السماء -في جو صاف خال من الغبار- كم هي عظيمة! لا في جو المدينة الملوث، بل في موضع تملأ النجوم السماء {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا} آل عمران/191.
فلنشاهد عظمة الله في الطبيعة، فالإله الذي لا هيبة له لا طعم لمحبته ورحمته.
الشيخ علي رضا بناهيان حفظه الله (بتصرف).
من عظمة الله تأتي الرحمة وتنبت في قلوبنا المحبة.