أخلاق - إعانة النبي ص
ديننا
كيف نعين النبي (صلّى الله عليه وآله) في شهر شعبان
ماذا تعني معونة النبي (صلّى الله عليه وآله)؟
ويزداد السؤال أهمية حينما نلتفت إلى أن من يعين النبي (صلّى الله عليه وآله) يقع في دائرة الرحمة الإلهية الحتمية. لأنّه (صلّى الله عليه وآله) مستجاب الدعاء حتمًا، وهو في هذا الحديث يترحم على من أعانه.
إن لغة «أعانني» هي لغة عاطفية لا ترتبط بحاجة النبي (صلّى الله عليه وآله)، بل بالحرص النبوي على مستقبل المؤمنين ونجاح مسيرتهم الإيمانية، والذي انعكس في شعوره بالهم، وفي مظهره، حتى قال له بعض أصحابه: «أسرع فيك الشيب، فأجاب (صلّى الله عليه وآله): شيبتني سورة هود».(زبدة البيان في أحكام القرآن، الأردبيلي ص167).
والسبب في ذلك، هو قوله تعالى: فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا(هود112). فالذي شيب رسول الله ليس أمر الله عز وجل له: فاستقم. وهو المستقيم قبل نبوّته بل لتعقيبه تعالى ذلك بقوله: ومن تاب معك.
إذًا، تتحقق إعانة النبي (صلّى الله عليه وآله) بالاستقامة وعدم الطغيان والخروج عن الجادة. وهذا ما يمكن لنا أن نلتمس خلفيته وعناوينه الأساسية من كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام): «ألا وإن لكل مأموم إمامًا يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد. (نهج البلاغة، ج1، ص70).
كما وإن صوم شهر شعبان هو إعانة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله). فصيامه مع شهر رمضان رحمة من الله عز وجل. فعن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): حث من في ناحيتك على صوم شعبان، فقلت: جعلت فداك ترى فيها شيئًا؟ فقال: نعم، إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان إذا رأى هلال شعبان أمر منادٍ ينادي في المدينة: يا أهل يثرب إني رسول الله إليكم، ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري.
ثم قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ينادي في شعبان، فلن يفوتني في أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله.
ثم كان (عليه السلام) يقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله، وسائل الشيعة-الحر العاملي-ج7.
فلنغتنم فرصة أشهر النور ولنعين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في شهره.