أخلاق - العلم نور |2|
العلم نور
|2|
العلم النافع
في وصية الخضر عليه السلام للنبي موسى عليه السلام: "واعلم أن قلبك وعاء، فانظر ماذا تحشو وعاءك".
الشهيد الثاني، زين الدين، منية المريد، ص34.
من لطيف ما ورد في هذا الأمر قصة ذاك الرجل الذي رآه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في المسجد، وقد أحاط به جماعة، فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: "ما هذا؟" فقيل: علاّمة، فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: "وما العلامة؟" فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب، ووقائعها، وأيّام الجاهلية والأشعار العربية، فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: "ذاك علم لا يضرّ من جهله، ولا ينفع من عمله". ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلم: "إنما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سُنَّة قائمة، وما خلاهنّ فهو فضل" - المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج1، 32.
إنّ هذا الحديث يضيء على العلوم المطلوبة من كلّ فرد، يضاف إليها العلوم المطلوبة على نحو الكفاية، بحيث يجب على بعض أفراد المجتمع أن يخوضوا غمارها، وإلا يأثم الجميع، وهذه العلوم هي التي يحتاج إليها المجتمع حاجة ضرورية، ويرتقي من خلالها الناس، وهي تدخل في دائرة العلوم الواجبة التي يتقرّب الطالب بدراستها إلى الله تعالى، كعلم الطبّ والهندسة وما شابه. وهنا يأتي دور توجّه الطلاب وتوجيههم نحو تلك العلوم، كي تحقّق الغرض، وتبتعد عن حصول تخمة في بعض الاختصاصات، وفقرٍ في بعضها الآخر.
يتبع..