أخلاق - #اجتماع_القلوب |1|
ديننا
#اجتماع_القلوب
|1|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا عين الحياة
"ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاقته على اجتماع من القلوب، لما تأخر عنهم اليمن للقائنا".
العلاقة بين المحبوب والمحب لا بد أن تكون متبادلة، وإلا لا يمكن أن نطلق عليها اسم علاقة، فكيف ننمي ونقوي ونوطد هذه العلاقة؟
في البداية سنبين بعض الصفات الموجودة في الطرف المقابل -صاحب العصر الزمان- التي لها ارتباط مهم في بناء العلاقة:
لا بد لنا بأن نوقن أن بقية الله سلام الله عليه دائماً هو المتفضل علينا بالمن، وإنما كانت أعمالنا من قبيل الدعاء له والصدقة وغيره، لهدف رقينا نحن، ولإيجاد رابطة بيننا وبين الإمام، بيننا وبين نور الله وباب الله.
الإمام سلام الله عليه دائم الدعاء لشيعته؛ ففي رسالته عليه السلام للشيخ المفيد (رحمه الله) يقول: (..إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء –الشدائد –والمحنة واصطلمكم الأعداء).
وفي كتاب النجم الثاقب، يقول السيد العلامة ابن طاووس رحمه الله: بأنه سمع الإمام يدعو لشيعته بهذا الدعاء:
"اللهم إنّ شیعتنا خلقت من شعاع أنوارنا وبقیة طینتنا، وقد فعلوا ذنوبا کثیرة اتّکالا علی حبّنا وولایتنا، فإن کانت ذنوبهم بینک وبینهم فاصفح عنهم، فقد رضینا وما کان منها فیما بینهم فاصلح بینهم.."؛
من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يسبقه أحد بالسلام، وإمامنا كذلك مجرد أن ينوي الإنسان بأنه يريد السلام على إمامه فإن إمامه يسبقه بالسلام، ويرد السلام بأحسنه (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فطوبى لمن سلم.
وكما يقول العلامة الشيخ قراءتي (حفظه الله) إهداء الصدقات للإمام سلام الله عليه -والذي يظهر في الآية- ذو آثار عظيمة، فبعد هذه الصدقة سيتلقى المتصدق صلوات ودعاء خاصاً من بقية الله مما سيؤثر عليه وعلى نسله، وهذا الدعاء واجب على الإمام كما يتوضح من خلال الآية الكريمة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
ويكمل العلامة الشيخ قراءتي (حفظه الله) بأن، إمام زماننا سلام الله عليه یذکرنا حتی ولو لم نذکره فکیف إذا ذكرناه؟! وهو سلام الله عليه المتخلق بأخلاق الله وكتابه الناطق، (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ..) فأي نعمة أكبر من أن يذكرنا الإمام ويشملنا عطفه وحنان.
يتبع..