أخلاق - مكارم الاخلاق |7|
مكارم الاخلاق
|7|
اليقين
واجعل يقيني أفضل اليقين.
قال المحقق الطوسي في بعض رسائله: اليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت لا يمكن زواله وهو في الحقيقة مؤلف من علمين:
- علم بالمعلوم
- وعلم أن خلاف ذلك محال
وله مراتب:
- علم اليقين
- وعين اليقين
- وحق اليقين
(بحار الانوار ج70 ص143).
ولهذا جاء عن الله تعالى لداود (عليه السلام): لو صدق يقينكم ثم قلتم للجبل: انتقل فقع في البحر، لوقع.
ذلك أن القلب إذا وصل إلى الله تعالى وامتلأ من عظمته يصبح قلبًا خالصًا لله لا يشوبه شائبة ولا كدر .
ومن الروايات الدالة على اليقين ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) عن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه وسلم) عندما صلى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرًّا لونه، قد نحف جسده وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه وسلم): كيف أصبحت يا فلان؟
قال: أصبحت يا رسول الله موقنا.
قال (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه وسلم): إن لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟
قال: إن يقيني أسهر ليلي.. حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى اهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون وعلى الأرائك متكئون، وكأني أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذبون مصطرخون، وكأني أسمع زفير النار يدور في مسامعي.
فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه وسلم): هذا عبد نوّر الله قلبه بالإيمان ثم قال: إلزم ما أنت عليه..
(الكافي ج2ص54 ح3).
يتبع..