أخلاق - مكارم الأخلاق |9|
مكارم الأخلاق
|9|
العقوق والمبرة
ومن عقوق ذوي الأرحام المبرّة
لمّا كانت الأرحام هي في الأصل منبت الولد ووعاءه، سمّيت القرابة من جهة الولادة رحماً، لذلك كانت قطيعة الرحم وعقوقها هو ترك الإحسان إلى الأقربين والتعطّف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم، (شرح الكافي ج9ص390).
ما هو البرّ الذي طلبه الإمام (عليه السلام)؟
هو المبرّة والصلة التي أدناها الكلام وترك المهاجرة والعدواة.
إنّ الإمام السجّاد سلام الله عليه يسأل من الله تعالى - ونحن ينبغي أن نقتدي به لأنّه إمامنا المفترض الطاعة - أن يبدّل عقوق ذوي أرحامه بالمبرّة، أي: يا ربّ لا تجعلني ممّن يعملون ما من شأنه حصول القطيعة. ومعلوم أنّ المبرّة تعني الصلة وهي الطرف النقيض للعقوق تماماً.
ولن يتسنّى ذلك بسهولة ما لم يسعَ الفرد إلى دفع أو رفع وإزالة المشاكل التي توجب العقوق والشقاق. فلا ينبغي أن نقع في الغفلة أو التغافل عن أُولي أرحامنا بداعي سوء الظنّ أو النظر في المصالح المادّية البحتة، أو تتقطع سبل التواصل معهم بسبب الخجل أو ما أشبه.
وجذوة القول في معنى هذا الطلب هو أن يتوسّل المرء بربّه ليعافيه عن الابتلاء بعقوق ذوي الأرحام، لما فيه من التفكّك الأُسري والاجتماعي، فضلاً عن سخط الله تعالى.
يتبع..