أخلاق - مكارم الاخلاق |12|
مكارم الاخلاق
|12|
البطر في المعيشة
(وأغنني وأوسع عليّ في رزقك، ولا تفتنّي بالبطر)
• يطلب الإمام زين العابدين عَلَيْهِ السَّلَامُ من الله تعالى أن يعطيه ما يستغني به عن الناس، وأن يرزقه غنى النفس عمّا في أيدي الخلق.
• ويقول الإمام (عليه السلام): ( وأوسع علي في رزقك) والمقصود من هذا الطلب أن يبارك له في ما رزقه كما ورد في قوله تعالى: (وأصلح لي في ذريتي) الأحقاف :15.
أي: بارك لي فيها
• هل اكتفى الإمام بطلب الرزق والبركة فيه؟
كلا! بل طلب من الله أن لا يوقعه في فتنة البطر إذا ما اغتنى فما معنى الوقوع في الفتنة؟ وما هو البطر الذي تهيب الإمام (عليه السلام) منه؟
• الوقوع في الفتنة تعني الضلال عن الحق والخروج عن الطاعة وذلك بسلب التوفيق واللطف من الله تعالى على الذي يطغى بالنعمة ويفرط في فضيلة الرزق والغنى كما قال تعالى : ((إن الإنسان ليطغى/ أن رآه استغنى )) العلق6-7
وقوله تعالى في آية أخرى: ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) الشورى : 27.
• ويستفاد من قول الإمام (عليه السلام) أيضاً، لا تفتني بالنظر والإلتفات إلى ما في أيدي الناس من متاع الدنيا، كما ورد في قوله تعالى : (ولا تمدنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى) طه: 131 ، وهذا تحذير من الميل إلى زخارف الدنيا ومتاعها .
يتبع...