أخلاق - هل تسقط القِيَم عند سقوط الهِمَم؟ |1|
هل تسقط القِيَم عند سقوط الهِمَم؟
|1|
عندما نبحث في حياة الناجحين من العلماء والمبدعين، ومن خلّده التاريخ نجد أن من أهم أسباب نجاحهم هي همّتهم العالية وسعيهم الحثيث نحو التقدم والرقي، فلهذه الهمم وسائل معيّنة لترقى وتنمو اكثر فأكثر!
وسائل ترقية الهمّة
الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى... إنه يربط العلاقة بين العبد وربه، وهو يعمل على تأمين المناخ الروحي السليم للإنسان وبه يتوفق الإنسان في حياته، فبالتوكل والدعاء تقضى الحوائج والمهمات.
اعتراف الشخص بقصور همته.
إذا كان الإنسان يريد أن يتطور فعليه أن يشعر بقصور عمله، وأنه لا يزال بعد في بداية المشوار؛ لأنه متى ما قال اكتفيت فإنه لن يتقدم وسيحد من قدراته وإمكانياته.
فالاعتراف بالقصور من أهم المحفزات للوصول للقمم!
قراءة سيرة العظماء الذين وصلوا بمجاهدتهم وهمتهم إلى أعلى المراتب.
فإن حياة العظماء من أمثال الحكماء والشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل نصرة الحق والدين ووصلوا الى ما وصلوا إليه من قمم عالية ومراتب عظيمة من سمعة خالدة في الدنيا ومنازل عالية في الآخرة!... فكما أن التجارب الشخصية تفيد صاحب الهمّة في المستقبل وتصقل شخصيته فكذلك تجارب الأخرين وتتبع أخبارهم وقصصهم!
فنجد أن القرآن الحكيم يؤكد لنا ذلك في قوله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأُولي الألباب ما كان حديثًا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) [سورة يوسف آيه111].
مصاحبة أصحاب الهمم العالية.
تعتبر المصاحبة والمعاشرة للعظماء وأصحاب الهمم من أفضل المؤثرات في شخصية الإنسان، فالمرء شديد التأثر بمن حوله ونجد كثيراً من الروايات تحث على الاحتكاك بالعلماء والحكماء والحضور في مجالسهم.
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (سائلوا العلماء وخاطبوا الحكماء) [بحار الأنوار للمجلسي ج1 ص 198].
الثقة بالنفس:
لا شك أن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وأن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد، وعدم الاطمئنان بالطاقات هو بداية الفشل، وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها بما يتمتعون به من طاقات.
قوة الإرادة:
الإرادة القوية من المقومات الأساسية للهمم وقيمة الإنسان بإرادته، وقدرته على التحكم بها، وشدة جلده في سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته.
المجاهدة والدأب في تحصيل الكمالات والتشوق إلى المعرفة والمثابرة.
قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
نجد أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وصفت الإمام علي (عليه السلام) فقالت في جملة ما قالت: (مكدودا في ذات الله) يعني أنه يعمل ليل نهار لأجل طاعة الله تعالى.
فكما رأينا إن الهمة هي الأداة المحركة للصعود إلى القمة، وإذا أردنا النجاح في حياتنا علينا أن ننمّي فينا هذه الملكة،
ونصل بذلك إلى المجد والسمو فإنه لا فرق بيننا وبين العظماء إلا في هذه الخصلة التي أوصلتهم لما يطمحون إليه.
يتبع..