أخلاق - مشاكل اجتماعية معاصرة تواجه العالم |3|
مجتمعنا
مشاكل اجتماعية معاصرة تواجه العالم
|3|
التأفف من الخدمات الاجتماعية
سابقاً.. كنا نرى تكاتف الناس لبعضهم في الأفراح والأطراح، كنا نرى شباباً تهرول لمساعدة عجوز على الطريق، كنا نرى ابتسامة يتيم ودفئ مسكين، كنا نرى تسابق الناس لقضاء حوائج الآخرين. أما الآن "ما حدا لحدا" هذا ما نسمعه للأسف الشديد من أفواه المساكين. تحولت نعمة قضاء حوائج الناس إلى نقمة بنظر البعض، أصبحت الأنا مسيطرة على أغلبية الناس، غابت البسمات عن وجوه المحتاجين، شاعت المنّة والأذيّة للفقراء..
السؤال هنا: أهذا ما أوصونا به أهل بيت النبوة عليهم السلام ؟
◼عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أيّما مؤمنٍ أتاه أخوه في حاجة، فإنّما ذلك رحمة ساقها الله إليه، وسبّبها له، فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة لقبولها، وإن ردّه عن حاجته، وهو يقدر على قضائها، فإنّما ردّ عن نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه، وسبّبها له، وذخرت الرحمة إلى يوم القيامة". (ثواب الأعمال، ص248).
◼وعنه (عليه السلام): "والذي بعث بالحقّ محمّداً بشيراً ونذيراً، لَقَضاء حاجة امرئٍ مسلم، وتنفيس كربته، أفضل من حجّة وطواف، وحجّة وطواف حتّى عدّ عشرة، ثمّ خلّى يده وقال: اتقوا الله، ولا تملّوا من الخير، ولا تكسلوا". (مستدرك الوسائل، ج12، ص406).
◼قال الإمام الخميني (قدس سره) في رسالة إلى ولده السيّد أحمد:
لا ترى لنفسك أبداً فضلاً على خلق الله حين تخدمهم، فهم الذين يمنّون علينا حقّاً بفضل كونهم وسيلة الله جلّ وعلا. لا تسعَ لكسب الشهرة والمحبوبيّة عن طريق الخدمة، فهذا بحدّ ذاته حيلة من حبائل الشيطان الذي يوقعنا في شباكه. واختر في خدمة عباد الله ما هو أكثر نفعاً لهم، لا لك ولا لأصدقائك، فهذا الاختيار علامة الصدق في الحضرة المقدّسة لله جلّ وعلا.
أعزائي فلنغتنم فرصة خدمة الناس فهي خدمة لله تعالى وقربة له.