أخلاق - مشاكل اجتماعية معاصرة تواجه العالم |7|

مجتمعنا
مشاكل اجتماعية معاصرة تواجه العالم
|7|

الإدمان الإلكتروني
إنّه إدمانٌ من نوعٍ آخر. ليس بالضرورة أن يكون الاستخدام بأمورٍ سيئة بل بأمورٍ جيدة ولكنه يبقى إدماناً. نعم إنّه الإدمان الإلكتروني (تلفاز، إنترنت، ألعاب إلكترونية، هواتف ذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي). نعمة التطور التكنولوجي تحولت بالسنوات الأخيرة إلى نقمة على مجتمعاتنا بالإدمان عليها. فقد تم تطوير التكنولوجيا للاستفادة منها لا الإدمان عليها، وبأمور أقل ما يقال عنها تافهة. نعم تافهة، فالجلوس لساعات طويلة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي ليس ضرورياً بتاتاً أو الجلوس على التلفاز أو على الألعاب الإلكترونية دون كلل وملل. فهذا كلّه له نتائج سلبية خطيرة علينا وخاصة فئة الشباب. 

◼عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى تسأل عن أربعة، عمره فيمَ أفناه وعن شبابه فيمَ أبلاه". (مناقب آل أبي طالب، ج2، ص5).
وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلم): "ما من شابّ يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صدّيقاً". (ميزان الحكمة، ج2، ص1401).
والسؤال هنا: هل استسلمنا لقيود الإدمان الإلكتروني؟

◼تتعدد أعراض الإدمان الإلكتروني،  فهناك عناصر نفسية، اجتماعية، وأخرى جسدية، تؤثر بشكل مباشر على علاقات الفرد الاجتماعية والأسرية. 

◼وتشير الدراسات العلمية إلى أن من يقضي وقتاً طويلاً في تصفح الإنترنت، هم الأكثر عُرضة للاكتئاب، نظراً لما تسببه من مشاكل في العلاقات الاجتماعية، إضافة إلى المشاكل الصحية (النفسية والجسدية)، والسلوك العدواني.

◼لم تشفع للإنترنت كل هذه الفوائد الهامة في وجود أضرار تعصف بمستخدميه الذين يصلون إلى درجات عالية من الإفراط في التعامل مع الإنترنت.. والوصول إلى مرحلة الإدمان.. نذكُر منها:
1. إضاعة كثير من الوقت في تصفح الإنترنت.
2. قد يصل الأمر إلى تدمير العلاقات الأسرية وتفككها بسبب الجلوس لفترات طويلة أمام الإنترنت.
3. الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثلاً كالصداع، آلام الظهر والرقبة الناتجة عن الجلوس الخاطئ أمام شبكة الإنترنت.
4. انتشار المواقع الإباحية التي تهدد الشباب خاصة المراهقين.
5. التأثُر بالأفكار والعادات الغربية، والتمرد على الأوضاع الإجتماعية في محاولة لما يسمى "التقليد الأعمى".
6. الرغبة فى العُزلة، والميل إلى الكسل والخمول.
7. عدم الالتزام الديني، وإهمال العبادات.
8. التجسس على الأسرار الشخصية.
9. التعرض لعمليات احتيال ونصب وتهديد وابتزاز.
10. تعرض أجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة والهواتف الذكية للتلف والخراب بتأثير الفيروسات التي تصل عبر الأيميل والمواقع وملفات التحميل.
11. ظهور آثار اضطرابات نفسيّة كالارتعاش، وتحريك الإصبع بصورة مستمرة.
12. التعب الجسدي والإرهاق والأضرار الصحية التى يسببها الاستخدام الطويل للكمبيوتر الثابت والمحمول والخواتم الذكية والانترنت من ضرر للعيون، والعمود الفقري، والمفاصل، والأعصاب، وزيادة أو نقصان الوزن، وغيرها من المخاطر الصحية الجسدية.
◼أعزائي علينا تقبل فكرة أننا مدمنين إلكترونياً وأننا بحاجة إلى العلاج الفعال.