أخلاق - حياء ريحانة |2|
ثقافتنا
حياء ريحانة
|2|
﴿فَسَقَى لَهُمَا﴾ قيل: رفع لأجلهما حجراً عن بئر، كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر عنها إلا عشرة رجال، وسألهم أن يعطوه دلواً، فناولوه دلواً، وقالوا له: انزح إن أمكنك. وكان لا ينزحها إلا عشرة، فنزحها وحده، وسقى أغنامهما، ولم يستق إلا ذَنوباً واحداً، حتّى رويت الغنم.
قال ابن إسحاق: فرجعتا إلى أبيهما في ساعة كانتا لا ترجعان فيها، فأنكر شأنهما، وسألهما، فأخبرتاه الخبر.
فقال لإحداهما: عليّ به، فرجعت الكبرى إلى موسى لتدعوه، فذلك قوله ﴿فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ أي: مستحيية معرضة على عادة النساء الخفرات، وقيل: أراد باستحيائها أنّها غطّت وجهها بكمّ درعها.
وعن الحسن، قال: "فوالله ما كانت ولّاجة، ولا خرّاجة، ولكنّها كانت من الخفرات اللاتي لا يُحسنّ المشي بين أيدي الرجال، والكلام معهم".
وهذا أيضاً يُدلِّل على مدى الحياء والخجل الّذي هو من شأن المرأة فطرياً، وهو ما ينبغي تعميمه بين بناتنا وأخواتنا ونسائنا، وهو ما يدعو به إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لنساء المسلمين "الحياء والعفة".