أخلاق - متحدون في نصرة الله |2|
ديننا
متحدون في نصرة الله |2|
قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ ) الفتح: 29 .
هذه طبيعة الأمة الاسلامية، هي الأمة المسلمة الحاملة لراية التوحيد، المدافعة عن المستضعفين في الأرض.
هذه المهمة الرسالية الضخمة، وهذا الدور العظيم الذي جعله الله تبارك وتعالى على عاتق هذه الأمة، تتطلّب منهم بنيانّا محكمًا، موثوقًا، ثابتًا وقويًا.
لماذا؟
لأن هذه الأمة لا تستطيع أن تحمل رسالة التوحيد، ولا تستطيع أن تدافع عن المظلومين والمستضعفين، ولا تستطيع أن تأخذ حق المظلوم من الظالم، ولا تستطيع أن تقف موقفًا قويًا من الجبابرة والطغاة إلا إذا كانت هذه الأمة في بنائها الداخلي قوية محكمة متماسكة ثابتة، فإذا كان نسيج هذه الأمة نسيجًا ضعيفًا بالتأكيد لا يتمكنون من تأدية هذا الدور العظيم.
الأمة الإسلامية الموحدة في مواجهة الأمة الكافرة
هذه الرسالة تتطلب مواجهة، الأمة الإسلامية تواجه أمة كافرة موحدة تربطها علاقة عضوية متينة (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) ،فلا تستطيع الأمة الإسلامية أن تواجه العلاقة العضوية بين الكافرين إلا أن تواجهها بعلاقة أمتن وأقوى.
هؤلاء الكفار يشكلون أمة واحدة، فالأمة المسلمة لا تستطيع أن تواجه الكفر العالمي والاستكبار العالمي(المتمثل بأمريكا والصهيونية العالمية) إذ أنهم يقودون حركة الكفر العالمي في مواجهة الإسلام، إلا أن تكون أمة صلبة قوية متماسكة ونسيجها محكم، ومتين حتى تستطيع أن تقوم بهذه الرسالة العظيمة فترفع كلمة الله ،وتحق الحق وتبطل الباطل، وتأخذ حقوق الضعفاء من الظالمين المستكبرين، فتردم هذه الفجوة الكبيرة بين شطري المجتمع العالمي، أي بين الطغاة والمستضعفين.
كيف ينبغي أن تكون العلاقة بين المسلمين؟
العلاقة بين المسلمين يرسمها القرآن الكريم ويصفها بأنها علاقة مبنية على التوحيد (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)
أيها المسلمون هذه أمتكم أمة واحدة (شيعة - سنة- عرب- أتراك فرس- هنود…)
على مختلف القوميات، واللغات والشعوب، والمذاه ب والطوائف انتم تشكلون أمة واحدة من مشرق العالم الإسلامي إلى مغرب العالم الإسلامي، ومن شمال العالم الإسلامي في بلاد آسيا الوسطى إلى جنوب العالم الإسلامي في جزر أندونيسيا.
أمة واحدة تحمل رسالة واحدة وهي رسالة التوحيد، والله تبارك وتعالى يقرّر هذه العلاقة بين الأمة المؤمنة الواحدة فيقول في محكم كتابه: (والمؤمنون بعضهم أولياء بعض) .
يتبع..