تباشير المساء -6-
تباشير المساء -6-
الحلقة السادسة
عاد من الأجر مثقلًابالأفكار، لم يستطع يومها مغادرة المنزل إلى المقهى، وعلى غير عادته، لم يربطهاتفه بالشاحن الذي يرافقه أينما حل.
كان للوداع أثر في نفسه، رحلة الموت صعبة جدًا،حينما حثّ التراب على القبر صدحت في رأسه كلمات الدعاء التي سمعها من والدته فيبداية شهر رمضان والتي كانت:
"وَارْحَمْني صَريعاً عَلى الفراش تُقَلّبُني أَيْدي أَحبَّتي، وَتَفضَّلْ عَلَيَّمَمْدُوداً عَلى المُغْتَسَل يُقَلّبُني صالحُ جيرَتي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّمَحْمُولاً قَدْ تَناوَلَ الأقْرباءُ أَطْرافَ جَنازَتي وَارْحَمْني صَريعاً عَلىالفراش تُقَلّبُني أَيْدي أَحبَّتي، وَتَفضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلىالمُغْتَسَل يُقَلّبُني صالحُ جيرَتي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْمُولاً قَدْتَناوَلَ الأقْرباءُ أَطْرافَ جَنازَتي، وَجُدْ عَلَيَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُبكَ وَحيداً في حُفْرَتي، وَارْحَمْ في ذلكَ البَيْت الجَديد غُرْبَتي حَتَّىْ لاأَسْتَأْنسَ بغَيْركَ." لم ينم في تلك الليلة، وتسمّر تفكيره بهول ليلةالوحشة وألم الفراق.