تباشير المساء -8-
تباشير المساء -8-
الحلقة الثامنة
إنها الثامنة مساءًمن ليلة العاشر من شهر رمضان المبارك. لقد قرر مسبقًا أن يلتقي بالأصدقاء الذينانقطع عنهم أسبوعًا بأكمله.
تناول إفطاره، وأدىفرضه معقّبًا بتسبيحة السيدة الزهراء عليها السلام التي تعلمها من والدته منذنعومة أظافره، ولكنه أهملها لانشغاله بالدنيا.
وصل حيث اللقاءالموعود، سلّم على الجميع بحرارة واشتياق، طلب النرجيلة، ولكنه جلس خارج المقهى.
وكالمعتاد، أهل الحييتوافدون إلى المسجد، لكن هذه الليلة كانت أعدادهم بازدياد، لقد حضروا للاستماعإلى مجلس عزاء حسيني وسيرة السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام التي تصادف ذكرىوفاتها في هذه الليلة.
قرر أن يسترق السمعإلى المجلس والمحاضرة.
كان الخطيب ماهرًاجاذبًا، فقد انتقى الجانب الأنثوي الرائع عند السيدة خديجة ليعلن من خلاله حُسنتعاملها مع النبي الأكرم وانتقل في سيرته إلى احترام الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم لمشاعر خديجة وحرصه على الاهتمام بها.
وبهاتين الفكرتينكانت الوصايا الهادفة للاقتداء بخير الرسل وخير النساء.
كانت هذه الكلماتللخطيب في المسجد قد نزلت على قلبه كسلسبيل عذب.
أدرك من خلالها قيمة الروابط الأسرية والزوجيةوتمنى من الله عز وجل أن يرزقه زوجًة صالحة تعينه على دينه وتشاركه شظف العيش فيزمن بات تأمين فرص العمل فيه وتكوين أسرة مستقرة ضرب من ضروب الخيال إلا إذا ورثميراثًا من والديه أو من أحدهما أو أعانه أب له في المغترب.
وتوجه بأحلامه هذهبطلب العون من الله الذي لا يرد من دعاه، وأن يحجبه عن المعاصي والذنوب وأن يغنيهبحلاله عن الحرام.