نفحات عطرة-5-
نفحات عطرة-5-
((...وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء...))
اجتهد أيها القائم فيليالي التهجّد والأذكار!
أيها الدّاعي في هذهالليالي المباركة!
اعلم علمًا يقينًاأنك لا تقدر على إصلاح الظّاهر إلّا بإصلاح الباطن، لأن مجاري الأعمال من عينالقلب، والقلب الصّالح لا يأتي منه إلّا العمل الصالح، والقلب الفاسد لا يجيء منهإلّا الفساد، فالعُمدة والأهم إصلاح القلب وهو يتأثّر من الخواطر والملكاتالسّابقة، والخواطر تنشأ ممّا يحسّ بالحواس، ومن الملكات والمزاج.. فمن لا يقدرعلى ذلك كلّه فلا حيلة ولا علاج، من الاحتراف بباب اللّطف والكرم من اللّطيفالكريم، والرّب الرحيم، للتفوّق والتأييد والتسديد.
فمن عرف عجزه عنإصلاح نفسه وقلبه بحقيقة المعرفة، ورأى نفسه مضطرّة إلى رحمة ربّه بحقيقةالاضطرار، (مثل رؤية الغريق هلاكه في البحر العميق، أو المبتلى بالحريق، والتجأ عنوجه الاضطرار).
سلّم نفسه وقلبهوعمله، ووكّل أمره إلى ربّه، مع حسن ظن بعنايته، فقد نجا وتخلّص، وفاز ونال..
إنه قادرٌ لا يعجز، وجوادٌ لا يبخل، وأمينلا يخون..
ونعم ما قيل: لامنتهى للمجاهدة من مكائد النّفس والشّيطان إلّا بمعرفة العجز معرفة حقيقيّة إلىالله -جلّ جلاله- التجاءً صادقًا.
فوكّل أمرك، وسلّمسرّك وروحك، وقلبك وقالبك، وإيمانك وعملك إلى ربّك، فإنه لا يخونك ولا يجفوك، وليسبربّ جاف.
"اللهم أعطني بصيرةً في دينك وفهمًا في حُكمك وفقهًا في علمك وكفلين من رحمتكوورعًا يحجُزني عن معاصيك وبيّض وجهي بنورك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفّني فيسبيلك وعلى ملّة رسولك صلى الله عليه وآله...))