تباشير المساء -9-
تباشير المساء -9-
الحلقة التاسعة
مرت أيام وهو يشعر فيها بدنوه من الله،فباتصيامه ملازمًا لقيامه.
وفي صبيحة اليومالخامس عشر من الشهر الفضيل، عبقت رائحة الطعام الشهي في أرجاء المكان، وأحس بضجيجيملأ الأرجاء.توجه إلى المطبخ، حيث كانت أمه وبعض الجارات يشاركنها في العمل.
هي تمسك بيدٍ ملعقةخشبية تحرك بها القدر على النار، وفي اليد الأخرى كتاب دعاء تتبرك بقراءة"حديث الكساء" وتزين القدر بقراءة مباركة من "سورة يس" التيحفظتها عن ظهر قلبها. وذلك منذ أن ولدته وأرضعته، فلم تغف عينها دون تبريكهبالسورة المباركة. رحبت به على طريقتها الخاصة بتمتمات من شفتيها يفهمها وحده، هيلغة التخاطب بين قلب الأم ووجه وليدها.
مبارك لنا ولك ولادةالإمام الحسن المجتبى عليه السلام، صاحب الولائم والموائد، ورفيق درب اليتامى،والعاشق لبيت الله الحرام، الذي قصد بيته حاجًا خمسة وعشرين حجة ولم يزيده اللقاءإلا شوقا.
تذكر أنها لا زالت على عادتها، تعد مائدة الطعامللفقراء والمساكين في الحي وتدعوهم لتناول وجبة الإفطار على حب الإمام المجتبى،وتوزع الحلوى بعد الإفطار والهدايا المتواضعة بعد إجراء مسابقة دينية لا خاسرفيها، لتنال رضا الله جل ذكره برسم البسمة على الشفاه، فمن لا يجيد الإجابة تكونجائزته بالصلاة على محمد وآل محمد التي كلما زادت وكثرت ارتفعت قيمة الهدية التيينالونها.