تباشير المساء -10-
الواحة الرمضانية
تباشير المساء -10-
الحلقة العاشرة
فكر مليًّا في سرّه،ثم ناداها والحماسة بادية على محياه.
همس في أذنها: اليوم سأنوب عنك بالخدمة.
توجه مسرعًا نحوهاتفه، عزف على أوتاره وتنادى رفقاؤه ملبين دعوته.
هم أصحاب قلوب نقيةلوّثتها زخارف الزمن. والخدمة شهامة توارثوها من أسرهم، فطُبعت في تصرفاتهمومسارات حياتهم.
حان موعد الإفطار،شمّر عن ساعديه بشوقٍ عبّر من خلاله عن مكنوناته لأمه.
كان يريد من خلالأدائه هذا، أن يوصل لها رسالة ما، أنا هنا، أنا اليوم معك، ألتحق بركبك، أنا أعشقخدمة الناس التي فيها رضاك، ورضاك من رضا الله.
كانت ليلته شاقّة. لميكتف بتقديم الخدمة أثناء الإفطار، بل تطوّع بتغليف ما تبقى من طعام ليوزعه علىالمغادرين بعد تناولهم للإفطار.
وتوجّه بعد ذلك إلى المطبخ حيث الأوانيتملأ المكان، فاستعان بالرفاق، نظفوا المكان ورتبوا الأغراض.
كان يحرص على راحتها،وأن لا يحرمها من أن تؤدي نافلة الليل مرتاحة، ولا يؤخرها عمل عن تلاوة الجزءالخامس عشر من القرآن الكريم، لتنتقل بعده إلى جلسة العشق مع الباري ومناجاة فيجوف الليل تسيل معها حبات دمعها رذاذات عشق وولاء. استمر في العمل كفتاة تعلمت فيمدرسة الأمومة حفظ الأشياء حتى حان موعد الإمساك. فافترش مصلاه، صلى فريضةالفجر وغادر إلى فراشه والرضا باد على كل جارحة من جوارحه.