تباشير المساء -11-
تباشير المساء -11-
الحلقة الحادية عشرة
بات صبيحة ذلك الفجرمرتاحًا، ليصحوَ على أذان الظهر مستكملاً برنامجه كما اعتاد خلال هذه الأيام.
وفكّر لو صادفشهر رمضان المبارك أيام الدراسة، كيف كان سيجد صعوبةً في التوفيق بين الصوموالعبادة والدرس. فكّر أيضًا، كيف للإنسان العامل الذي تجفّ عروقه من أجل تأمينقوت يومه لعياله، المقدرة على تحمل مشقة الصيام. فحمد الله على نعمة التوفيقللطاعة وأن منحه الباري والدًا شقّ له درب العلم بعد تضحيات جسام في اغترابه عنهم،ولا يزال مغتربًا، من أجل تأمين عيشة كريمة لهم .
اتصل به مطمئنًامتواعدًا معه على تمضية أيام عيد الفطر سويًا، وأنه لن يتركه للحظة من أجل التسكعفي مقهى.
لم يطلب منه شيء، فقد كان دائمًا ينتظر قدومهبأحدث أنواع الهواتف كهدية يحضرها معه من مغتربه للعيد.
بادر والده بالسؤال:أي نوع من الهواتف تريد باتصالك؟
فأجابه أنتظر قدومك،فهاتفي لا يزال حديثًا ولا حاجة لاستبداله.
أحس والده بعمق صدقهفدعا الله له بالتوفيق وودعه على أمل اللقاء القريب.