نفحات عطرة -9-

نفحات عطرة

-9-

أيها الصائمون!

أيها القائمون!

أيام... ساعات...لحظات.. ويرحل عنكم شهر رمضان...

فكيف حالكم أيها المودّعون

طبقات الناس في وداعشهر رمضان:

طبقة كانوا في شهررمضان على مراد الله وآدابه في السّر والإعلان فهؤلاء يودّعون شهر الصيام وداعصاحبه بالصفاء والوفاء وحفظ الذمام.

طبقة منهم صاحبواالشهر تارة يكونون معه على مراد الله في بعض الأزمان وتارة يفارقون شروطه بالغفلةأو بالعصيان

فهؤلاء كيف حالهم! هلهم المفارقون له في الآداب والاصطحاب..

فالمفارقون لايودّعون ولا هم يجتمعون وإنّما الوداع لمن كان مرافقًا وموافقًا...

 فخروج الشهر عنهم وهم بحال حسن صحبته فلهم أنيودعوه على قدر ما عاملوه في حفظ حرمته وأن يستغفروا ويندموا على ما فرّطوا فيه منإضاعة شروط الصحبة والوفاء ويُبالغوا عند الوداع في التلهف والتأسف كيف عاملوهبوقت من الأوقات بالجفاء.

وطبقة ما كانوا فيشهر رمضان مصاحبين له بالقلوب، بل كان فيهم من هو كاره لشهر الصّيام لأنه كانيقطعهم من عادتهم في تهوين مراقبة علّام الغيوب فهؤلاء ما كانوا مع شهر رمضان حتىيودّعوه عند الانفصال ولا أحسنوا المجاورة له لمّا نزل بالقرب من دارهم وتكرهوا بهواستقبلوه بسوء اختيارهم فلا معنى لوداعهم له عند انفصاله ولا يلتفت إلى ما تضمنهلفظ وداعهم مقالهم.

فاجتهد أيها المودّعفي وقت الوداع على إصلاح السريرة فالإنسان على نفسه بصيرة وتخّير لوقت وداع الفضلالذي كان في شهر رمضان..

 أصلح أوقاتك في حسن صحبته وجميل ضيافته ومعاملتهمن آخر ليلة منه فإن فاتك الوداع في آخر ليلة.. فلا يفوتك في أواخر نهار المفارقةله والانفصال عنه...

وودّعه وداع أهلالصفاء والوفاء الذين يعرفون حقّ الضّيف العظيم الإحسان من حقّ التأسّف علىمفارقته وبُعده بقدر ما فاتك من شرف ضيافته وفوائد رفده وأطلق من ذخائر دموعالوداع ما جرت به عوائد الأحبّة إذا تفرّقوا بعد الاجتماع.

اللهم أدّ عنا حق مامضى

من شهر رمضان واغفرلنا تقصيرنا فيه... واكتبنا فيه من المرحومين ولا تكتبنا من المحرومين...