فَانْ طَرَدْتَني منْ بابكَ فَبمَنْ اَلُوذُ
شرح مناجاة التائبين
"...فَانْطَرَدْتَني منْ بابكَ فَبمَنْ اَلُوذُ، وَانْ رَدَدْتَني عَنْ جَنابكَ فَبمَنْاَعُوذُ، فَواأَسَفاهُ منْ خَجْلَتي وَافْتضاحي، وَوالَهْفاهُ منْ سُوء عَمَليوَاجْتراحي.."
الباب: هو ما يُدخلمن خلاله للوصول للمُبتغى والهدف.
الجناب: هو الفناءوالبستان.
يقول الإمام"عليه السلام": يا إلهي أنت كباقي السلاطين والملوك، لك باب ولك جنابفإن طردتني من بابك فبمن ألوذ.. ومن يحتضنني.. وإن فتحت لي الباب ولكن حرمتني منجنابك ومن مرتع خيراتك ومرتع قرباتك فبمن أعوذ!!»
باب الله هو دعاؤه..
وجنابه هي القرباتوالخيرات..
فإذا أردت أن أعرف هلأنا شقي أم سعيد؟
فعلامة السعادةأنيفتح لي الباب والجناب، يعني أن أوفق للدعاء فهذا هو فتح الباب وأن أوفق للخيراتفهذا هو الجناب..
وإن كنت شقياً حرمتمن الباب والجناب.
يركز الإمام فيالدعاء فيقول أنا الشخص الذي حرمَتني ذنوبي وحرمتني كبائري وحرمَتني تجاوزاتي،حرمَتني من الباب والجناب.
يقول الإمام علي زينالعابدين: «مالي كلما قلت قد تهيئت وتعبئت وقمت إلى الصلاة بين يديك وناجيتك ألقيتعلي نعاساً»، يعني أنا محروم من الباب!!! محروم من الدعاء..
وربما وفقتني يا إلهيوفتحت ليَ الباب فصرت أدعوك بخوف، ورهبة، وخشوع، وخضوع..‼لكن ما زلت ممنوعاً عنالاستفادة من جنابك وما زلت واقفاً معطلاً عن التصرف في جنابك.‼
بما أن جناب اللهخيراته... فأسأل نفسي؟؟
هل أنا شخص موفق للخيرات؟
الخيرات صلة الرحموبر الوالدين وخدمة المؤمنين...فهل أرى نفسي موفقاً للخيرات أم أرى نفسي محروماًمنها؟
واأسفاه من فضيحتي !!من سمعتي!!
لا أريد أن يفتضحأمري لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا أريد أن آتي شقيًا وقد شهدت علي جوارحيوالملائكة الموكلون بي!! والناس الذين عرفوني!!
أن لا أفتضح أمامأحبائي وأصدقائي وأسرتي، أريد حسن السمعة في الآخرة!!
«اللهماغفر لي كل ذنبٍ أذنبته وكل جهل عملته كتمته أو أعلنته، أخفيته أو أظهرته وكل سيئةأمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً عليمع جوارحي..».