فأسألك يا غافر الذنب الكبير

شرح مناجاة التائبين

"فأسألكيا غافر الذنب الكبير، ويا جابر العظم الكسير، أن تهب لي موبقات الجرائر وتستر عليفاضحات السرائر.."

تتحدث الفقرة الأولىمن الدعاء عن الأولوية:

«اللهم يا غافر الذنب الكبير»إذا كنتَ يا إلهيتغفر كبار الذنوب فمن باب أولى تغفر صغار الذنوب، فأسألك يا إلهي أن تغفر ذنبيالصغير، ذنبي وإن كان خطيراً وعظيماً لكنه لا ضرر فيه على سلطانك وعلى ملكوتك .!وأنتَ القائل وقولك حق: ﴿قُلْ يَا عبَاديَ الذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسهمْ لَاتَقْنَطُوا من رحْمَة الله إن اللهَ يَغْفرُ الذنُوبَ جَميعًا إنهُ هُوَالْغَفُورُ الرحيمُ﴾، فكيفَ لا تغفر ذنبي..

"ويا جابر العظم الكسير" وأنت يا إلهي إنما تجبر العظم الكسير برفقكَورحمتكَ، لأن رحمتكَ مغدقةً على عبادكَ، فمن باب أولى أن تجبر برحمتكَ الروحالمنكسرة، الروح التي كسرتها الذنوب وحطمتها المعاصي!.

 أما الفقرة الثانية فتتحدث عن أثار الذنوب: ربمانتصور نحنُ إذا صدر منا الذنب أنه يؤثر في سخط الله علينا!.. فإذا استغفرنا رفعالباري سخطهُ عنا. ولكن المسألة أكبر من ذلك!.. فالذنب كما ذكرنا سابقًا لهامتدادات كبيرة، وله تبعات عديدة..وله آثار منها:

١-الذنب يوجب العقوبة وهذا الأثر يعالج بالجواب والرد لذلك يقولالإمام "عليهالسلام":

"أسألك أن تهب لي موبقات الجرائر"يعنيأن ترد علي الذنوب التي صنعتها وتهبني إياها، يعني ترجعها علي أي تزيل أثرها فياستحقاق العقوبة فلا يبقى علي تبعة ولا عقوبة..

٢-أن الذنب يوجب الفضيحة:

"وتستر علي فاضحات السرائر"فيوم القيامة آتيوالذنب يلوثني... إذاً أنا أحتاج إلى أن تزيل هذا الأثر يا رب، أزله في الدنياوالآخرة .. أستر علي هذه الذنوب وأزل اثر الفضيحة منها، لا تفضحني أمام الناس، ولاأمام أخوتي، وأحبتي، ومجتمعي..