مبادئ حب الله
عشق المعبود
نور بلا حدود
رابعًا : مبادئ حب الله
المبدأ الأساسي في محبة الله هو معرفته إذ لايمكن أن يعرف الإنسان ربه ولا يحبه..
وتوجد نوعان من المعرفة أحدها المعرفة العقليةوالأخرى المعرفة القلبية:
إنمعرفة الله سبحانه عن طريق القلب هي شهود وحضور المعلوم عند العالم مباشرة، وتسمىبالمعرفة الشهودية.
أمامعرفته عن طريق العقل فهي تحصيل وإدراك المعلوم بواسطة الحواس والصور الذهنية،وتسمى بالمعرفة البرهانية...
فمعرفة الله سبحانه عن طريق القلب، تجعل الإنسانيجد ربه وخالقه في وجوده ونفسه، ويتحسس وجوده في باطنه، تماماً كسائر الإحساساتالقلبية الأخرى، فهو كما يشعر بالعاطفة تجاه ولده، وكما يشعر بالجوع والعطش، كذلكيشعر بالله سبحانه في وجوده، ويتلمس قربه والاقتراب منه في كل آن.
من أقوال الإمام الخميني (قدس سره): ((...ولا بدأن تعرف بأنه ليس مقصود من أجاز فتح الطريق على لقاء الله ومشاهدة جمال الحقوجلاله، جواز اكتناه -التعرف إلى الحقيقة والذات- ذاته المقدس، أو إمكان الإحاطةفي العلم الحضوري والمشاهدة العينية الروحانية، على ذاته...))
ويذكر القرآن الكريم اسم طائفتين عرفتا اللهمعرفة شهودية وهما: الملائكة وأولو العلم: ﴿شهِد اللهُ أنهُ لا إِله إِلا هُووالْملائكةُ و أُولُوا الْعِلْمِ﴾.
وقد ذكر الإمام علي عليه السلام عندما سُئل عن وصف الله ليزداد الناس له حباًوبه معرفة... وقد وصف حلاوة معرفة الطائفة الأولى أي طائفة الملائكة بقوله: (ثُمخلق سُبْحانهُ لاِِسْكانِ سماواتِهِ، وعِمارةِ الصفِيحِ الاْعْلى مِنْ ملكُوتِهِ،خلْقاً بدِيعاً مِنْ ملائِكتِهِ... قد استفرغتهم أشغال عبادته ووصلت حقائق الإيمانبينهم وبين معرفته قطعهم الإيقان به إلى الوله إليه ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلىما عند غيره قد ذاقوا حلاوة معرفته وشربوا بالكأس الروِيةِ مِنْ محبتِهِ...)*
*نهج البلاغة: خطبة 91
ليس من سبيل لبلوغ مرحلة المعرفة الشهودية سوىتطهير مرآة القلب من غبار الرذائل..
ورد عن الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء أبوحمزة الثمالي: وأن الراحل إليك قريب المسافة وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهمالأعمال دونك.
فليس لله حجاب ولكن أعمالنا هي التي تحجبنا عنهولو أزيل الصدأ الذي خلفته أعمالنا القبيحة على مرآة القلب سيشاهد القلب جمال اللهويقع في حبه.