سلسلة آداب الإسلام - أدب العلم
سلسلة آداب الإسلام
أدب العلم
إن للعلم آداب عديدة ينبغي الالتفات إليها حتى نحصل علىثمرة العلم أهمها :
1. إحضار القلب عند التعلم، فإنّ الكثير يحضرونمجالس العلم والقلب غافل يجول في الشهوات، أو كذلك يحضرون خطب الجمع وأحدهم ناعسأو يوسوس في أمور بعيدة، فإنّه لا يستفيد من الخطب، ولا يستفيد من التعلم ولا منالحلقات العلمية، فلا يكون بذلك مستفيدًا، فلا بدّ أن تحضر قلبك ولبك.
2. الحرص، فلا بدّ أن يكون طالب العلم حريصًا علىالتعلم، فإنّ الذي يقول إن وجدت وسيلة تعلمت وإلاّ فلست بحاجة إلى العلم، ولستمُكَلِّفًا نفسي ..! ليس هذا وصفُ طالب العلم، لا بدّ أن يحرص على التعلم، ويكونفي قلبه همة واندفاع إلى التعلم.
3. تفريغ وقت لطلب العلم، فإنّ الكثير الذين جعلواأوقاتهم إما في مجالس عادية زيارات ومجالسات مع أصدقاء أو مع زملاء أو مع أهل أونحو ذلك، يفوتهم التعلم . كذلك أيضاً إذا جعلوا أوقاتهم كلها في طلب الدنيا: فيحرفة، في تجارة، في مصنع؛ وكذلك إذا جعلوا أوقاتهم في أسفار لنزهة أو زيارة عادية،أو أسفار لا أهمية لها، لا شك أنه تضيع عليهم الأوقات، فلا بد أن يخصص طالب العلموقتًا، كما إذا خصص كل يوم ساعة أو ساعتين ، فإنّه مع المواصلة يحصل على علم،بخلاف من شغل وقته بالقيل والقال، أو شغله بالزيارات، أو شغله بالخرافات، أوبالعكوف على الملاهي، أو ما أشبه ذلك، فإنّه قل أن يستفيد.
4. الصبر والتحمل، فإنّه قد يلقى مشقة، لكن عليهأن يتحمل، فإذا عرض له من يعوقه قطع تلك العوائق، وإذا نازعته نفسه وشعر بالمللوالتعب والسآمة عصى تلك الدوافع، فإنّ النفس قد تميل إلى الراحة، وقد تميل إلىالنوم وإلى الكسل وإلى الخمول، ولكن اذا عزم الإنسان ودفع نفسه، فإنها تطاوعه.
5. الاستمرار وعدم الانقطاع، فهكذا طالب العلم لاينقطع عن التعلم ولا عن العلم في وقت من الأوقات، بل يستمر عليه إلى الممات ..يقول بعض السلف : أطلب العلم من المهد إلى اللحد، أي منذ أن تكون صغيرًا إلىالموت، وكان كثير من السلف يطلبون العلم ويكتبونه، فيدخل أحدهم إلى الأسواق ومعهالمحبرة - الدواة التي فيها الحبر - ، وسنه كبير، فيُقال : لا تزال تحمل المحبرة ؟فيقول : من المحبرة إلى المقبرة، أي لا نزال نواصل العلم.