جوامع الشِيٓم - الحلم وكظم الغيظ
جوامع الشِيٓم
الحلم وكظم الغيظ
وهما: ضبط النفس إزاءمثيرات الغضب، من أشرف السجايا، وأعزالخصال، ودليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والإعزاز.
قال تعالى:«والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين» (آلعمران: 134)
وقالالباقر عليه السلام: «إنّ اللّه عز وجل يحب الحييّ الحليم». الكافي/ج2/ص112
وقد يحسب السفهاء أنالحلم من دلائل الضعف، ودواعي الهوان، ولكنّ العقلاء يرونه من سمات النبل، وسموالخلق، ودواعي العزة والكرامة.
صفة الحِلم
يقول أمير المؤمنينعليهِ السلام: "الحلم سجيةٌ فاضلة"ٌ. ميزان الحكمة/ج1/ص686
البعض يتصور بأنَّالحلم عبارة عن قضية خارجية، أي إذا تم التشويش على إنسان أو تعرض للشتم، ولميتكلم بكلام فاحش؛ فهذا إنسان حليم!.. ولكن الحليم هو ذاك الإنسان الذي لا يغلي فيباطنه: فإن كان يغلي باطنياً، ولكنه يسكت حياءً، ومخافة السقوط من أعين الناس؛لأنه إذا غَضب قد يتكلم بكلام غير مُناسب، فيسقط من الأنظار، وإذا كانَ تاجراًيُقاطَع، وإذا كانَ عالماً لا يُصلّى خَلفهُ مثلاً.. فهذا ليسَ بحليم؛ لأن الحِلمالباطني عنده غير متحقق.. حيث أن هناك فرقاً بين إنسان يسكتُ على مضض، وبينَ إنسانباطنهُ هادئ لا يغلي؛ إنسان إذا خاطبهُ الجاهل قالَ: سلاماً..
ويقول تعالى:﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ المؤمنون /3
هناكفرقٌ بينَ الإعراضِ عن اللغو، وبينَ عدم التفاعلِ معَ اللغو!.. فالإنسان الذييواجه اللغو، ويتفاعل، ولا يرتب عليه الأثر؛ هذا إنسان جيد! ولكنه على شفاحُفرةٍ من النار؛ لأنه إن كظمَ غيظه مرة أو مرتين أو ثلاث؛ فإنه سيسقط يوماً ما.
يتبع..